هي واحدة من نساء كثيرات داخل معسكرات لجوء أقلية الروهينغا في بنغلاديش ينتظرن ميلاد طفل جديد، “تقول إحصاءات منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف إن 88 حالة وضع وقعت منذ بدأت موجات نزوح الروهينغا إلى بنغلاديش أواخر اغسطس الماضي”.

مسحت عرقها وأعادت ستر خصلات شعرها الأسود الداكن بطرحة برتقالية حين لمحتني أنظر إليها .

وطلبت من مرافقي أن يسألها عن حالتها فأجابت: “أنا حامل في الشهر التاسع وصلت إلى هنا قبل نحو شهر وأشعر بآلام شديدة وأخشى أن تداهمني آلام الوضع ليلا ولا أتمكن من الوصول للمستشفى، الحمد لله”، العبارة الأخيرة نطقتها باللغة العربية على طريقة أبناء تلك المنطقة لتنهي كلامها معنا.

ولا يوجد إحصاء واضح بعدد النساء الحوامل داخل معسكرات اللجوء، غير أن موظفات تابعات لحكومة بنغلاديش يقمن بالمرور يوميا على المعسكرات لتسجيل بيانات النساء الحوامل.

وتقول شايلة شارمين، وهي طبيبة بنغالية متطوعة للمساعدة في عيادات منتشرة داخل المعسكرات وخارجها، : “غالبية النساء اللائي يترددن على العيادات من الحوامل ويعانين إلى جانب آلام الحمل الطبيعية من سوء التغذية وآلام الظهر والعظام.. المشكلة تكمن في الانتقال إلى المستشفيات لعمليات الولادة فهذه مهمة صعبة في ظل ضعف الإمكانات هنا خاصة إذا كان هذا ليلا حيث أن الطرق وعرة ومظلمة. ”

ومشكلة الطرق المؤدية لمعسكرات اللجوء واحدة من قائمة طويلة من المشاكل هنا في مدينة كوكس بازار مترامية الأطراف على الحدود الجنوبية لبنغلاديش فهي طرق مزدوجة وضيقة، إضافة إلى أنها غير مرصوفة في أغلبها.

وفي طريقنا إلى مخيم أونشينغ بران الذي يبعد عن وسط مدينة كوكس بازار بنحو 150 كيلومترا، توقفنا عدة مرات لمدد طويلة حتى ننتظر السيارات القادمة من الجهة الأخرى، فالطرق لا تتحمل سيارتين للسير في وقت واحد.

وحين اقتربنا بنحو نصف كيلو متر من المخيمات، كان علينا أن نترجل في تربة طينية حيث لا تستطيع السيارات التقدم على الطريق.

وفي هذا المخيم المنعزل عن غالبية معسكرات اللجوء، يعيش آلاف اللاجئين الروهينغا وسط حقول الأرز الممتدة في كل اتجاه وفوق تلال تكسوها الخضرة وتروى بمياه الأمطار الموسمية التي ولحسن الحظ توقفت قبل ثلاثة أيام.

فمنحت للاجئين فرصة تجفيف خيامهم، وأعطت للمسئولين المحليين بعض الوقت لإقامة مخيمات إضافية لاستقبال لاجئين جدد يفترشون أرض الطرق انتظارا لخيام تؤويهم.