الغريب مصر من اوائل الدول التي ادانت الضربة الاسرائيلية على القنصلية الايرانية في العاصمة السورية دمشق وهي ترفض فتح سفارة ايرانية في القاهرة لانها تعلم ان السفارات الايرانية في الخارج بؤر استخبارية ليس فقط لزعزعة الامن المصري وامن المنطقة وانما لزعزعة الامن والسلم الدوليين، وشواهده كثيرة على ما كانت تقوم به السفارات الايرانية من العبث بأمن الدول وخير مثال سجن دبلوماسي ايراني في بلجيكا كان يروم بتفجير مؤتمر للمعارضة الايرانية فضلاً عن عمليات الاغتيال والخطف التي حصلت في اماكن عديدة من العالم ومنها فضيحة خطف معارض ايراني كان متواجد في تركيا واعادته الى طهران .. والغريب اكثر السعودية ايضاً من الاوائل الذين ادانوا العدوان الاسرائيلي على القنصلية الايرانية في دمشق وهي التي قامت بقطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران بسبب اعتداءات الحرس الثوري على السفارة السعودية هناك، هل يعتبر ذلك نفاق سياسي من باب التملق أم خوف من غضب ايراني لا يصب الا على العرب، بينما على اسرائيل “نحتفظ بحق الرد” .. والادهى من ذلك امريكا تتوسل بايران بأن ليس لها أي دور او علم مسبق فيما حصل ولم تبلغهم اسرائيل في ذلك الهجوم سوى انها تلقت خبر اقلاع الطائرات دون الابلاغ عن الهدف، هكذا كان الموقف الامريكي للنأي بالنفس عن ماحصل ومع ذلك لم تنجو امريكا من الاتهامات الايرانية لانها حائط نصيص في حسابات ايران لانها تأمن أي رد فعل من جانب إدارة بايدن المتخاذلة حتى لو قامت بضرب القواعد الامريكية فأن الامريكان سوف يبررون ذلك او سيتم تسويف الضربات بانها لم تسبب خسائر في الارواح وهذا يكفي لان امريكا لا يهمها كرامتها وكبريائها كدولة عظمى التي مسحت في الارض ليس فقط من قبل الايرانيين وانما منذ هزيمتها في افغانستان واماكن اخرى من العالم .. وايضاً لا يمكن نسيان ما حصل من تفجير للسفارة العراقية في بيروت في 15 ديسمبر 1981 من قبل اتباع ايران التي سويت بالأرض وقتل 61 شخصاً، بينهم السفير العراقي في لبنان وجرح 110 آخرين. وقد قتلت أيضاً بلقيس الراوي زوجة الشاعر السوري نزار قباني التي كانت تعمل في الملحقية الثقافية في السفارة، وكذلك ما حصل قبل نحو 40 عاماً تقريباً وتحديدًا في 4 نوفمبر 1979 عندما تم احتلال السفارة الامريكية في طهران من قبل مجاميع من الحرس الثوري الذي كان قد شكل حديثاً في حينه ونسب الحدث الى طلاب ناقمين على سلوك الولايات المتحدة وتم حجز اكثر من 52 دبلوماسي وموظف امريكي من العاملين في السفارة كرهائن لمدة 444 يوم أي حتي 20 يناير 1981 وقد أعتبر ذلك الحدث أول نموذج لاقتحام السفارات الأجنبية في إيران، دون ان تفعل امريكا شيء غير التوسل الذي كانت بدايته منذ ذلك الحين، وكان ذلك عامل مشجع لايران القيام بالتجاوزات على الهيئات الدبلوماسية سواء داخل ايران او خارجها .. وهذا لا يعني التوافق على ما قامت به اسرائيل بالشكل المخالف للاعراف الدولية من ناحية المبدء العام، ولكن ايران حصدت ما كانت تقوم بة من افعال وتدخل في الشؤون الداخلية للدول دون احترام للقانون الدولي او الاتفاقيات الدولية التي تحرم الاعتداء على الهيئات الدبلوماسية والدولية لان الذي بيته من زجاج عليه ان لا يرمي الناس بحجر .