قرأت هذه القصة الرائعة عن “حسن وليلى” وليس قيس وليلى قد حدثت في بلاد الرافدين وليس في ديار بني عبس ولكن كلمات شاعرنا ربما تخلده في قلوب المحبين فيقول
كاظم الساهر عندما قرأت كلمات ( أنا وليلى ) بقيت أبحث عن الشاعر سنوات
و عندما نشرت نداء وإعلان لمعرفة مؤلف تلك القصيدة وجدت كاتب القصيدة مدرس لغة عربية بسيط الحال اكل الزمان عليه وشرب
يعمل في مدرسة بأحد المناطق النائية ببغداد فعندما جاءني جلب لي القصيدة كاملة 355 بيت شعر..اي تكاد تكون معلقة شعرية وكان كل من يتقدم لي ليقول انها قصيدته لايأتي الا ببعض ابيات من هذه القصيدة الى أن جاءني هذا الرجل ذات مساء وان كانت قسمات الوجه وضعف الحال لايشيان بالمضمون الذي يهز الوجدان ويخلع اوتار القلب من فرط الصدق الذي انساب في حديث الرجل والذي ارغم كل من في الاستديو أن يتسمر في مكانه فقصيدته احتوت على ٣٥٥ بيت.. وعندما استمع إلى مقدمة القصيدة واللحن
اجهش حسن المرواني بالبكاء …..
وقال لي أنا لست شاعرا….
لأنني كتبتها تعبيرا عن حالة إنسانية مررت بها أيام الدراسة الجامعية فلقد أعدت لي الذكريات
يا استاذ… أما شاعرنا
حسن المرواني فهو
من العراق
من مدينة ميسان وكان
شابا فقيرا كادحا من عآئله بسيطة جداً . .
كان يشقى ويعمل ويدرس مثل كثير من أبناء الصمت الذين يحفرون في الصخر
ومرت الأيام بمرها ومرها بين العمل والدراسةو أصبح من الطلاب المجتهدين في جامعه بغداد كليه الآداب ..
كان انسان بسيط سلس ليين الجانب . . صاحب لسان عف وكلمات رقيقة ذات بريق خاص . .
بسيط اللباس ولكن داخله قلب من ماس . .
وقعت أنظاره . . على فتاة اسمها ليلى . .
فأحبها . . وأحبته . .
و أتفقوا على الزوآج بعد التخرج مثل كل الحالمين في ازهى سنوات العمر ..ثم حدثت فجوة وصدود لم يفهمه
وقبل نهاية الدراسة . .
أتت ليلى ومعها خطيبها . . صدم حسن المرواني ..واختل توازنه
بعدها . .
وترك الدراسه لفترة زمنيه . . ومن حسن حظه أنه لم يلغى قيده وعاد مرة أخرى واكمل الليسانس . .
وفي يوم التخرج . . دخل حسن المرواني يرتدي بدلة التخرج السوداء . .
والدمعه تعيش محتبسة في المأاق ….
سلم على الأصدقاء وجلس معهم قليلاً من الوقت . . وكان قد أسر إلى صديقه أشرف الكاظمي انه كتب قصيدة مطولة تحكي قصة حبه والمه فأشار عليه أن يلقيها في حفل التخرج ولكنه قال لا أظن أنه بوسعي أن أقرأها على الملأ ولكن الكاظمي استحلفه بما بينهما من ود وصداقة أن يلقيها…ولكنه ابى…..
فقآل له اشرف . . سنرى عزيزي .. من الأعز( ان تقرأها ام تخسرني)
..وبعد نصف ساعه من جلوس حسن المرواني على الطاولة مع اصدقاءه . .
الا وصوتً ينادي . .
ستسمعوٍن الآن يا أخوان . . قصيدة من حسن المرواني . .
فوقف حسن مندهش . . و الأنظار تلتفت أليه . .
أجبرته تلك الأنظار على النهوض فمسك الميكروفون . .
وقال . .
سألقي لكم قصيدتي الأخيرة . . . في هذه المسيرة . .
فالتفت . . ونظر الى الحبيبة بنظرات تفيض حزنا وخطيبها يقف إلى جوارها. .
وقال . .
ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي . . و استسلمت لرياح اليأس رآياتي . .
جفت على بابك الموصود . . أزمنتي ليلى وما أثمرت شيئً ندائاتي ….. فانتفضت
ليلى باكية وذهبت وجلست في المقعد الأخير . . .
ودموعها تنساب لتحمر وجنتيها. . .
فنظرٍ أليها من جديد . . ونظرة سريعه الى خطيبها وقال . .
عامان ما رفني لحنً على وتر . . ولا أستفاقت على نور سماواتي .
أعتق الحب في قلبي و أعصرهُ . . . فأرشف الهم في مغبرِ كاساتي . .
فنطقت صارمة وقالت يكفي يا مرواني . . ارجوك . .
ضعف مرواني واراد ان يترك الميكرفون الا ان اشرف صرخ أكمل ياصديقي اليوم يومك..
نزلت أول دمعة من دموع حسن المروآني وبدأت عينيه بالأحمرار . .
وقآل . . ممزقً أنااااا. .لا جاه ولا ترف .. يغريكِ فيا . .فخليني لأهاتي . .
لو تعصرين سنين العمرٍ أكملها .. لسال منها .. نزيف من جرٍاحاتي .. ثم
أشار أليها بشاهده وبكل حرارة .. وقال
لو كنتُ ذا ترف ما كنتِ رافضة حبي . . ولكن عسر الحال.. فقر الحال ضعف الحال مأساتي .
عانيت عانيت … لا حزنٍي أبوح بهِ ولست تدرين شيئ عن معاناتي . .أمشي و أضحك . .ياليلى مكابرة . . علي أخبي عن النآس أحتضاراتي ..
لا الناس تعرٍف ما أمري فتعذرهُ ولا سبيل لديهم في مواساتي . . .يرسو بجفني حرمنً يمص دمي .. ويستبيح اذا شاءوابتساماتي . .معذورة ليلى . . أن أجهضتي لي أملي ..لا الذنب ذنبك . . بل كانت حماقاتي . .
أضعت في عرب الصحراء قافلتي وجئت ابحث في عينيك عن ذاتي . .
وجئتُ أحضانك الخضراء ممتشياً كالطفل أحملٌُ أحلامي البريئاتي . . .
غرستي كفك تجتثين أوردتي . . وتسحقين بلا رفق… بلا رفق مسراتي . .
فبكى أشرف وقام مقبلا رفيق العمر حسن . . وقال أكمل …
فقال واا غربتااه مضاعً هاجرت مدني عني .. وماابحرت منها شراعاتي …
وصرخ ….نفيت و استوطن الأغراب في بلدي ودمرو كل اشيائي الحبيباتي . .
فكل من كان موجود بالقاعه بكى على الكلمات وعلى مرثية حبه . .
فالتفت عليها وقال .. خانتكِ عيناكِ . . في زيف وفي كذب . .
ونظر الى خطيبها قائلا . . أم غرك البهرٍج الخداع . . .
مولآتي . . .
فراشةً جئت ألقي كحل أجنحتي لديك فاحترقت ظلماً جناحاتي . .
أصيح و السيفُ مزروعً بخاصرٍتي و الغدر حطم أمالي العريضاتي . .
فردت بحرقة ولوعة وهي تفيض بالدموع .يكفي أرجوك حسن أرغموني على ذلك . .لأنهُ ابن عمي
. .فصرخ . .
و أنت ايضآً ألا تبت يداكِ . . أذا أثرت قتليآ و استعذبتي أناتي . .
مللي بحذف أسمك الشفاف من لغتي أذاً ستمسي بلا ليلى . .
ليلى . . فالتفتت .. وقال . . حكاياتي . .
فترك الميكرفون وأحتضنه أشرف قائلا
يويلتي . .
قد أدمعت عيون الناظرين أليك .. لكنك ستبقى في قلوب كل العاشقين
وخرج و بعد خمس دقآئق . .أغمى على ليلى .
ونقلوها للمستشفى . . وعادت ولكن قد “فات الميعاد “. .
فقد كان لهآ أبا قاسياً جداً .. وخطبها لأبن العم ..والذي ذهب لحسن المرواني وهو يبكي وقال . .
أنا اسف ماكنتُ اعرف بهذا . .والله . . وعلى عهدة الراوي أن فصول هذه القصة
قد جرت سنة 1979 ..
ورحل حسن المرواني وسافر الى الأمارآت بسببها.. وبقى هناك أكثر من 16 عاما ..ثم عاد إلى ديار ليلى بعد أن ربط حجرا على قلبه….
اما القصيدة فقيل انها خُطت على احد جدران جامعة بغداد وانها موجوده الى الان تخليدا لذلك الحب الرائع الحزين….لعلنا يوما نذهب إلى هناك لنراها سويا