( بلال الدوى ) يكتب عن : أخطر ملف يهدد أمن مصر
.. منذ اللحظات الأولى لتولى اللواء منصور العيسوى منصبه الجديد كـ “وزيراً للداخلية” فى ( ٦ مارس ٢٠١١ ) وهو أخذ على عاتقه تحقيق هدفين إثنين لا ثالث لهما وهما ( الهدف الأول : بعد إقتحام مقرات أمن الدولة قرر الوزير حل الجهاز وتعديل قانونه الداخلى وتفكيك بعض الإدارات الهامة بداخله منها إدارة متابعة النشاط المتطرف وإدارة متابعة النشاط الشيعى وإدارة متابعة نشاط المجتمع المدنى ومنظمات حقوق الإنسان ) و ( الهدف الثانى : دراسة كافة الملفات المتعلقة بالمعتقلين المنتمين لجماعة الإخوان والتنظيمات المتطرفة التابعة لها تمهيداً للإفراج عنهم وذلك بعد التحفظ عليهم أثناء وجود حبيب العادلى على كرسي وزير الداخلية رغم ان قرار التحفظ عليهم جاء لخطورتهم الشديدة على المجتمع وخطورة أفكارهم على النسيج الوطنى وطبقاً لقانون الطواريء الذى تم تطبيقه طوال الثلاثين عاماً الماضية )، بسرعة مذهلة كانت لقاءات متوالية يتم تجهيزها بين “وزير الداخلية منصور العيسوى وخيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان” فى مكتب الوزير بـ ( لاظوغلى )، وكانت هذه الإجتماعات تتم بصورة مستمرة وبصفة دورية وبعضها إستمر حتى الساعات الأولى من الصباح ، من أجل وضع قوائم بأسماء المُفرج عنهم ، وخلال اللقاءات بين “العيسوى والشاطر” صمم “الشاطر” على وضع “محمد الظواهرى _ زعيم السلفية الجهادية وشقيق أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة” كأول إسم فى قوائم المُفرَج عنهم
.. فى ( ١٧ مارس ٢٠١١ ) تم الإفراج عن “محمد الظواهرى” من “سجن العقرب _ شديد الحراسة” ومعه ( ٥٩ ) من العناصر المتطرفة التابعة للجماعة الاسلامية والسلفية الجهادية وتنظيم الجهاد وجميعهم من المحكوم عليهم بالإعدام أو بالمؤبد فى قضايا هامة منها قضايا ( العائدون من ألبانيا وأفغانستان _ قضية إغتيال الرئيس الراحل السادات منهم عبود وطارق الزمر _ محاولة إغتيال الرئيس مبارك فى أديس أبابا _ قضية الناجون من النار _ قضية تنظيم التكفير والهجرة ) .. وكانت عناصر كثيرة من المتطرفين فى إنتظار “محمد الظواهرى” أمام باب “سجن العقرب” وإحتفلوا به إحتفالاً خاصاً ، ثم إحتفلوا أيضاً بـ ( الشيخ نبيل المغربي _ أحد كبار قادة تنظيم الجهاد والمتهم فى قضية إغتيال الرئيس السادات وقضى ٣٠ عاماً فى السجن )، وكانت العناصر المتطرفة وهى تحتفل بأهم قياديين فى التنظيمات المتطرفة وهما “الظواهرى والمغربي” تُجهز لما هو آت وتم التخطيط له ، كالآتى :
١_ لا يذهب “الشيخ نبيل المغربي” إلى مسقط رأسه فى كفر الشيخ بل سيذهب إلى إحدى الشقق فى مصرالجديدة تم تجهيزها له مخصوص لكى يقود منها التنظيمات المنتشرة فى القاهرة والمحافظات والوادى والدلتا
٢_ يذهب “الشيخ محمد الظواهرى” إلى سيناء ليزور تلاميذه فى التنظيمات التى تنتظره فى رفح والشيخ زويد مع تجهيز لقاءات له فى “جبل الحلال” مع العناصر القيادية والفاعلة فى التنظيمات
.. أتم “محمد الظواهرى” زيارته لٓـ”رفح والشيخ زويد وجبل الحلال” وأمضى هناك ( ٤٨ ) ساعة ، إتفق خلالها على ضرورة توحيد الهدف فيما بينهم وتنحيه أى خلافات _ خاصةً الخلافات المتعلقة بالأمور المادية والتمويلات _ بينهم والسعى لتنفيذ كل ما تطلبه جماعة الإخوان منهم حتى يتم تطبيق الشريعة الإسلامية والعمل على مساندة رؤية جماعة الإخوان التى تتبناها فى العمل السياسي حتى تصل للسلطة وتنجح فى تطبيق شرع الله وهزيمة العلمانيين والليبراليين .. أنهى “الظواهرى” زيارته لـ “رفح والشيخ زويد وجبل الحلال” وعاد إلى القاهرة ، وما أن عاد وذهب إلى منزله وإتجه لغرفة نومه فى فجر ليلة ( ١٩ مارس ٢٠١١ ) أن داهمته قوات من جهة أمنية سيادية وألقت القبض عليه للتحقيق معه بعد تفاهماته وإتفاقياته مع الإرهابيين .. وإستمر التحقيق لمدة يوم كامل وتم تحذيره من الإقدام على هذه الخطوة مرة ثانية وبعدها تم التحفظ عليه حتى يوم ( ١٨ إبريل ٢٠١١ ) وتم الإفراج عنه .. شعر “الظواهرى” أن هناك أجهزة أمنية أخرى فى مصر _ رغم إنهيار جهاز أمن الدولة _ ما زالت تعمل على تتبع التنظيمات التى يُطلق عليها بـ( التنظيمات الجهادية ) لكنهم _ فى حقيقة الأمر _ تنظيمات إرهابية متطرفة ، وقام “الظواهرى” بنقل ذلك لأعضاء مكتب إرشاد جماعة الإخوان ، وعلى إثر ذلك قرروا _ قيادات الإخوان والظواهرى _ إقامة أكبر تظاهرة لهم فى ميدان التحرير فى ( ٢٢ إبريل ٢٠١١ ) يحضرها جميع اعضاء التنظيمات التابعة للمتطرفين من الذين يتبنون أفكار تنظيم القاعدة ، وبالفعل تم التنسيق على نطاق أوسع وكانت النتيجة كالآتى : توافد أعضاء تكفيريين متطرفيين للتظاهر وكانت الهتافات هى : ( “المرة دى بجد .. مش هانسيبها لحد” و “إسلامية إسلامية .. رغم أنف العلمانية” و “يا أوباما يا أوباما .. كلنا هنا أسامه” و “يا مشير خد قرار .. إما جنة وإما نار” و “يا مشير قول الحق .. إسلامية ولا لأ” )، إضافة إلى الخُطب التى كان يلقيها قيادات التكفيريين أمام جموع المتظاهرين ورفعوا شعار ( هانطبق الشريعة الإسلامية )، والأخطر من كل هذا وذاك هو : قيام “الظواهرى” بإلقاء كلمة أمام المتظاهرين قدم فيها الشكر لقيادات تنظيم القاعدة ومنهم أسامه بن لادن وإمتدح أيمن الظواهرى شقيقه وقال عنه : إن شقيقى أيمن الظواهرى هو مٓثلى الأعلى وكل أفكاره قامت على الإسلام الصحيح وهو ليس دموى أو إرهابي بل أنه لا يريد شيئاً غير الإسلام الصحيح وأن فكرنا نحن كـ “سلفية جهادية”مرتبط بفكر “تنظيم القاعدة” ونحن نرى هذا الفكر بأنه ( الفكر الإسلامى الصحيح )
___ ومع نهاية التظاهرات التى قادها “الظواهرى” وضحت الصورة كاملاً أمام جميع المتابعين للشأن السياسي ، ووضحت الصورة أكتر وأكتر لدى الأجهزة الأمنية والسيادية من أن هذه التنظيمات تتجه بمصر نحو الهاوية وأن قُوتها وأهدافها وأعضاءها وأفكارها تنذر بمخاطر جسيمة وتهديدات مُرعبة لا تحمد عقباها وستُحدث إنقساماً بين أبناء الوطن لأنها بمثابة “بعث جديد للفكر المتطرف الإرهابي” الذى يمثل خطورة على مصر .. لكن جماعة الإخوان حسمت موقفها بضرورة العمل على تقوية “شوكة” التنظيمات التى تتبنى فكر تنظيم القاعدة لإستخدامها للدفاع عنها وتخويف وترويع القوى السياسية والمعارضين وإستخدامها فيما بعد للتصدى للجيش والشرطة فى الوقت الحاسم .. فى مثل هذه الأثناء صدرت التعليمات الإخوانية بالعمل على عودة جميع التكفيريين لمصر من أجل المساهمة فى تشكيل جبهات أكتر وأشمل وأعم ، على أن تكون كل هذه الجبهات تؤتمر بأمر الإخوان ومكتب الإرشاد ، وفوجئنا جميعاً بمطار القاهرة يستقبل آلاف التكفيريين الذين هربوا للخارج فى السابق وقرروا العودة لمصر ، وكان المشهد جديد على الدولة المصرية أن نرى كبار قيادات الارهابيين العائدين الى مصر يدخلون البلاد بكل سهولة ويُسر ، ولِما لا ، فقد تم تدمير جهاز أمن الدولة وتم “قصقصه ريشه” وتسريح أكفأ وأهم ضباطه وتغيير قانونه رغم أنه من أهم أجهزة الإستخبارات الداخلية فى العالم ، ليس هذا فقط بل ومنع جهاز أمن الدولة _ بِفِعل فاعل _ من القيام بمهامه الوطنية لحماية مصر _ أم الدنيا _ من جحيم الإرهاب والإرهابيين
___ وإن شاء الله : نِكمل بكرة