فى كلمات شديدة الوضوح، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن الحرب على الإرهاب لا تقل خطورة عن الحروب التقليدية بل أشد لأن مكانها وتوقيتها ووسائلها غير محددة ، والمصريون يدفعون ثمن هذه الحرب الضروس من دماء أبنائهم ، ولكن مصر ستهزم الإرهاب، ولن تتركه يفترس الوطن . وجاء الحادث الإرهابى فى كمين النقب بالوادى الجديد ليسطر صفحة جديدة فى سجل شهداء الوطن الذين يقدمون أرواحهم من أجل الحفاظ على الدولة المصرية .
فى البداية، يرى اللواء حمدى موافى – الخبير الاستراتيجى – أن الحرب ضد الإرهاب أصعب من الحروب التقليدية التى يكون فيها العدو معلوما ويتم التصدى له بوضع خطط عسكرية، أما فى حرب الدولة المصرية ضد الإرهاب فإن العدو مجهول الهوية وتحركاته تكون مباغتة و,أن جميع الجماعات الإرهابية خرجت من رحم جماعة الإخوان الإرهابية التى أضرت مصر كثيرا فى الآونة الأخيرة إلا أن الدولة نجحت فى التصدى لجماعات الشر والإرهاب وأوقفت عمليات إرهابية كثيرة فى سيناء وخارجها .
وأوضح – اللواء موافي- أن الإرهاب منتشر فى كل دول العالم وكل دولة تحاول اتخاذ إجراءات رادعة لمنع حدوثه مرة أخرى إلا أن يد الإرهاب الأسود تحاول باستمرار العبث فى مقدرات الدول لتنفيذ أجندات خارجية ومصالح دول أخري، وأن عبء محاربة الإرهاب الأسود ملقى على رجال القوات المسلحة والشرطة باعتبارهما درعا الوطن وصمام أمانه ضد الإرهابيين .
وأن مصر تسعى للقضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره بدليل أن المرحلة الأولى من عملية حق الشهيد قضت على كثير من البؤر الإرهابية داخل سيناء ، كما أن الشعب له دور كبير فى مواجهة الإرهاب ومساندة القوات المسلحة والشرطة فى دحره .
الدعم اللوجيستي
ويعلق اللواء إيهاب جاب الله – الخبير الأمنى- قائلا : إن الحرب على الإرهاب ستظل متواصلة بسبب الدعم اللوجيستى من الخارج للإرهابيين ومحاولة إجراء عمليات ( غسل مخ ) للأشخاص معدومى الثقافة بهدف تنفيذ عمليات إرهابية ضد بلادهم بدعوى أن الجنة تنتظرهم مقابل هذه الأعمال الإرهابية .
وأن الحرب على الإرهاب صعبة لأن الإرهابيين يتواجدون وسط المدنيين لاتخاذهم دروعا بشرية حتى لا تتم تصفيتهم من جانب الشرطة ، لذلك لابد أن يكون هناك دعم ومساندة من المصريين لكشف جميع العناصر الإرهابية التى تعمل من أجل الوطن . وأن الإرهاب محصور فى بؤر إرهابية محدودة بسيناء وأن الدولة قضت على الكثير منهم وفى وقت قريب سيتم القضاء عليهم بنسبة 95%.
الذئاب البشرية
ووصف اللواء إبراهيم المقرحى الخبير الأمنى – عناصر التنظيمات الإرهابية بالذئاب البشرية لأنهم يتسللون بين المواطنين ويتخذونهم دروعا ويستهدفون قوات الجيش والشرطة على طريقة حرب العصابات وليس بشكل مباشر وهو ما يكبد الشعب العشرات من الشهداء يوميا.
وأكد المقرحى أهمية تعاون المواطنين مع أجهزة الأمن ومدها بالمعلومات عن التنظيمات الإرهابية من أجل تحقيق الأمن على كل شبر فى سيناء .
الفساد والإرهاب
ونبه اللواء دكتور طارق خضر، محافظ دمياط الأسبق وأستاذ القانون الدستورى بأكاديمية الشرطة الى أن مصر تواجه حربا ضد عدوين غاية فى الخطورة ، الأول الفساد والآخر الإرهاب ، وكلاهما يشكلان عائقا لمصر فى تحقيق التنمية الاقتصادية المرجوة ، غير أن العدو الثانى ألا وهو الإرهاب لن ينتهى أو يقضى عليه خلال عام أو اثنين ، وسيستغرق مدة قد تصل لسبع سنوات ، وذلك لان الإرهاب لا دين ولا وطن له ، وعلى ذلك لو نظرنا لمعظم دول الجوار نجد أن الإرهاب قد بلغ فيها حدا كبيرا ، ولكن الإشكالية فى مصر أن هذا العدو الخسيس الدنيء يعمل جاهدا على تعطيل أى خطط تنمية اقتصادية فى مصر ، ولذا يقوم بتغيير أسلوبه وخططه كل فترة ، وبعد أن شعر بأن العمليات الإرهابية فى القاهرة والجيزة قد باءت بالفشل وتم القبض على الكثير من هؤلاء الإرهابيين ، فقد انتقل لمحافظات أخرى وكان آخرها كفر الشيخ والوادى الجديد.
وأوضح أن هذا النهج يستلزم أن يوضع فى الاعتبار نوعية تفكير وخطط الإرهابيين ، ووضع خطط أمنية سلفا لوأد محاولتهم داخل أوكارهم ، ومن جانب آخر لابد من إرساء العدالة الناجزة لتحقيق الردع بنوعية العام والخاص مما يستلزم سرعة تعديل قانون الإجراءات الجنائية وزيادة عدد دوائر جرائم الإرهاب لسرعة الفصل ، كما يلزم فى ذات الوقت تفعيل قانون الكيانات الإرهابية من خلال الإدراج على قوائم ترقب الوصول والممنوعين من السفر والتحفظ على أموال كل من شارك أو مول أو حرض على الجرائم الإرهابية، وفى حال تفعيل كل تلك الإجراءات سوف نجد أثرا ايجابيا على المدى المتوسط.
واستطرد قائلا وبالتوازى مع كل ذلك لابد ألا نغفل التوعية المجتمعية لبيان الأثر السلبى للإرهاب الذى تتعرض له مصر لكى نصل لمرحلة التكاتف الاجتماعى للتصدى للإرهاب والإرهابيين بدءا من الأسرة والمدارس والجامعات والأحزاب السياسية وجامعات الضغط الممثلة فى النقابات.