نظم إتحاد النساء العربيات بهولندا ندوة هامة بمشاركة رئيس شبكة إعلام المرأة العربية الدكتور صلاح الدين والدكتورة جيهان جادو عضو اللجنة الخارجية من المجلس القومى للمرأة و الكاتبة إيمان وهمان و السيدة رعد الفيصل رئيس اتحاد النساء العراقيات
وكان ضيف الندوة الاخصائي النفسي الدكتور وليد هندي،
فى بداية الندوة التى انعقدت عبر زووم تحدثت رئيسة الاتحاد سحر رمزي وطرحت موضوع الندوة وأوضحت أن النقاش حول الجحود والجفاء في العلاقات الأسرية، ووصفتها بأنها علاقة ما بين جحود وبخل المشاعر و بين جفاء و انعدام للمشاعر الأسرية
وسألت أيا كان الخلاف بين الآباء والأبناء من الضحية؟
الآباء الذين يعانون من مرارة الغربة والشقاء لتوفير حياه كريمة للأسرة أم الزوجة والأبناء الذين يعيشون في بلدانهم العربية ويعانون من الشعور بالحرمان من حنان الزوج والأب. وتتحول لحالة من الجحود وعدم العرفان بدور وتضحية دور الأب من المغتربين، وفي المقابل شعور بالفتور و الحرمان من قبل الأبناء.
كما أوضحت رئيسة اتحاد النساء العربيات بهولندا دور الاتحاد في بث الوعي لدى الأسر العربية وكيف يهتم بكافة القضايا التي تخص المرأة بشكل خاص والأسرة العربية بشكل عام، ولذلك حرص الاتحاد على طرح الموضوع للنقاش لإيجاد الحلول الممكنة للحد من هذه الظاهرة المرفوضة.
و في كلمة الدكتور معتز صلاح الدين المستشار الإعلامي بجامعة الدول العربية ورئيس شبكة إعلام المرأة العربية، تحدث عن أسباب سوء العلاقة بين الآباء والأبناء ولفت الانتباه إلى أن عقوق والجحود بين الأبناء و الآباء ظاهرة دولية وأوضح أن الشبكة تضم ١٨ دولة عربية بخلاف أعضاء من أوروبا وأمريكا، وقد رصدت الشبكة تدهور العلاقات في كثير من الأسر العربية والغربية، وقد فقدت كثير من الأسر الاهتمام بالترابط الاسري لأسباب عديدة ، وأهمها الجري وراء المادة، والاكتفاء بالمكالمات التليفونية والتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فهناك اب ظل ثلاثين عاما بعيد عن أبنائه، ويرفض العودة للوطن والابن يحاول مناشدة الاب بكل الطرق لحضور عقد قرانه ولكنه يرفض ولا يبالي .
وغيره من النماذج السيئة وأكد أنها ظاهرة منتشره في المجتمعات والحل أن نجعل وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام مع الدراما أدوات لعلاج هذه الظاهرة ونهتم جميعا بتقديم قدوة حسنة يمكنها أن تساعد في عودة العلاقات الأسرية.
وترى الدكتورة جيهان جادو عضوة اللجنة الخارجية للمجلس القومي للمرأة، وعضو بلدية فرساي الفرنسية، أن البعد عن الدين السبب الرئيسي، وللأسف جعل الشباب يستخفون بالعلاقات الأسرية ولا يهتمون باحترام الأب ودوره الحيوي الذي ذكره الله في جميع الكتب السماوية، وقد أوصى الله في جميع الكتب السماوية بالوالدين.
وأضافت لا شك عندما يهتم المجتمع ببث القيم في كافة وسائل الإعلام وفي المدارس والجامعات، تعود القيم الأسرية لسابق عهدها.
ومن جانبها أعترفت السيدة ابتسام العرباوي عضو مؤسس باتحاد النساء العربيات و مترجمة ببلدية هيلفرسوم ومسؤولة عن المساعدة في حل مشاكل اللاجئين، قائلة أن الأب المغترب فعلا أصبح يعاني من الشعور بأنه غير مرحب به في الاسرة، وانه مجرد محفظة نقود بالنسبة للأولاد والزوجة، ، ولكنها لم تنكر أن الأب ساهم إلى حد كبير في أن يجعل دوره ثانوي في حياة الأبناء وذلك عندما ابتعد عنهم في أهم مراحل الحياه، واكتفي بدوره كممول لرغبات الأبناء، ومع ذلك لابد من حلول لتغير الوضع الراهن.
ولكن الكاتبة ايمان وهمان من أمريكا، ترى أن هناك أيضا الأم المغتربة التي تفعل الكثير من أجل الأبناء، وتختار السفر والهجرة من أجل تحقيق المطالب الحياتية للأبناء حتى توفر لهم حياة كريمة، ومع ذلك الأبناء يقابلون كل ذلك بفتور عندما ينتظرون عودة الأم للبحث عن الهدايا القيمة، ثم مطالب مادية لتحقيق الرغبات مثل تغيير السيارة ، وفلوس لتأمين مستقبلهم، وبعد ذلك تجد نفسها وحيدة وتشعر بالغربة بين الابناء، بل تجد كل الترحيب والحب والاحتواء من قبل الأصدقاء، وأيضا من الاحفاد فقط، فهل هذه فاتورة تدفعها الأم المغتربة.


وفي النهاية شرح ضيف الندوة الأخصائي النفسي الشهير الدكتور وليد هندي.
بشفافية وعمق علاقة الآباء بالابناء، وأكد أن المشكله لا تخص فقط المغتربين، والدليل حالات اغتصاب الأبناء للامهات بسبب تعاطى المخدرات، وأيضا طرد الآباء من البيت ورفع القضايا بالحجر على الاب أو الأم، وأضاف أن العقوق والجحود ليس فقط في الأسر الفقيرة أو المتوسطة بل موجودة في كافة المستويات المعيشية وضرب مثلا بقصة الفنان الكبير رشوان توفيق وماتعرض له من أبنته وحفيده مما جعلها قضية رأى عام.
وبالنسبة للمغتربين قال إن الموضوع محتاج مجهود أكبر، ولا شك دور الزوجة مهم للتواصل بين الآباء والأبناء والشرح للأولاد الدور الكبير الذي يلعبه الأب قي حياتهم لتحقيق حياه كريمة وتوفير مطالبهم.
و بدوره يجب أن يعلم الأب أنه لايمكن أن يعوض أسرته أى مال يوفره لهم، وبالتالي عليه الاستفادة من السوشيال ميديا للتواصل يوميا بالأبناء ومعرفة تفاصيلها ومشاركتهم في كل مراحلهم، مهم جدا المشاركة في كافة مراحل حياتهم ، وأن يستغل كل اجازة للذهاب واصطحابهم في إجازات بهدف التقارب والحديث من القلب، ويشرح لهم تفاصيله يسمع منهم ويسمعون منه، وقال أنا افعل ذلك وأوضح قائلا ، لأنه لازم يشعر الأبناء أن الأباء يعانون من أجل توفير مطالبهم.
وفي نفس الوقت يحرصون على مشاركتهم في كل خطوات حياتهم لتحقيق التوازن في العلاقات الأسرية.
ونصح الأخصائي النفسي الدكتور وليد هندي الأبناء بمشاهدة الأعمال الدرامية التى ترسخ القيم وأهمية العلاقات الأسرية، وقال الدراما المصرية زمان قدمت مسلسل أبنائي الأعزاء شكرا، للفنان الكبير عبد المنعم مدبولي، وهو مسلسل رائع اشاهده مع اولادى دائما لتنمية الترابط الاسري، وأضاف موضحا لأنه مسلسل رصد قيمة العلاقات الأسرية ويعلم الآباء أهمية أن يكونوا قدوة للأبناء حتي تتعلمون منهم، صلة الرحم والترابط الاسري وأهمية الأب والجد في حياة العائلة.