أخبار عاجلة
الرئيسية / عالمي / “الانتخابات الهولندية” قطعة الدومينو الأولى في تنامي التطرف بأوروبا

“الانتخابات الهولندية” قطعة الدومينو الأولى في تنامي التطرف بأوروبا

في ظل التوتر الدبلوماسي السائد حاليا بين هولندا وتركيا بسبب منع وزراء أتراك من لقاء الجالية التركية في هولندا، توجه الهولنديون اليوم الاربعاء للإدلاء بأصواتهم في مراكز الاقتراع في انتخابات برلمانية جديدة.
وتشكل الانتخابات البرلمانية الهولندية اختبارا جديداً بين التيار الشعبوي واليمن المتطرف قبل عمليات تصويت أخرى ستشهدها أوروبا هذا العام في فرنسا وإيطاليا (الانتخابات الرئاسية)، وألمانيا (الانتخابات البرلمانية).
ومن المتوقع أن يفوز كل حزب – من بين 14 حزبا – بمقعد واحد على الأقل في مجلس النواب المكون من 150 عضوا، وتشهد الانتخابات سباقا حامياً بين الحزبين الأوفر حظا، وهما “الحزب الشعبي الليبرالي والديمقراطي” بقيادة رئيس الوزراء الحالي مارك روته، و”الحزب من أجل الحرية” لليميني المتطرف خيرت فيلدرز.
ويشتهر فيلدرز بعداوته للإسلام ولمشروع الهجرة، فكشف في مقابلته مع قناة “دبليو أن أل” التلفزيونية الهولندية في وقت سابق عن خططه للتعامل مع المسلمين إذا فاز حزبه في الانتخابات البرلمانية، متعهداً بالعمل بقوة لفرض حظر واسع على الإسلام في البلاد، مشيراً إلى أن “الأيديولوجية الإسلامية أخطر من النازية”، مكرراً دعوته لحظر القرآن الكريم وإغلاق المساجد في هولندا، وغلق المساجد زاعماً “أنها تستخدم يومياً في الدعوة للكراهية والعنف”.
بينما دعا رئيس الوزراء الهولندي – المرشح للانتخابات التشريعية مارك روته – الناخبين الى العمل على وقف تنامي التيارات الشعبوية في أوروبا، قبل مناظرة تلفزيونية حاسمة مع منافسه الشعبوي فيلدرز، مضيفاً “اريد ان تكون هولندا اول بلد يضع حدا نهائيا للشعبوية الضارة”.
وفي آخر استطلاعات الرأي، تقدّم حزب رئيس الوزراء مارك روته، الليبرالي (في في دي) بفارق طفيف على حزب “من أجل الحرية” (بي في في) الذي يتزعمه الشعبوي خيرت فيلدرز المعادي للإسلام، وسط ترقب حصول كل من الحزبين على نحو 24 مقعدا.

فرص متساوية

قال موريس دي هوند خبير قياس الرأي العام في هولندا: “الموضوع الحقيقي الذي طغى على هذه الحملة الانتخابية كان انقسام الناخبين”، موضحاً أن ” 15 حزباً في هولندا يتمتعون بفرص حقيقية لكسب مقاعد في البرلمان وليس من المتوقع أن يفوز أيها حتى بنسبة 20 بالمئة من الأصوات”.
وأضاف أن “دعم الخلاف مع تركيا الأحزاب الأكبر. لكن آخر استطلاعات رأي تظهر أيا كان من سيفوز فإن فوزه سيكون بنسبة منخفضة بشكل قياسي من إجمالي أصوات الناخبين.”
ويتوقع الخبراء عملية تشكيل ائتلاف قد تستغرق شهورا بعد إعلان النتائج النهائية.

بريكست وترامب .. وانتخابات هولندا

يرى العديد من المحللين أن هولندا “تعتبر مؤشرا موثوقا به بالنسبة لتوجهات التصويت الأوروبية، ما يعني أن هذا البلد سيحتضن الشرارة الأولى لصعود الشعبوية في أوروبا، ومهد تربع اليمين المتطرف فيها على السلطة”.
ويرى مراقبون ان استفتاء “بريكست” للخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى نجاح المرشح الجمهوري الأميركي دونالد ترامب في الوصول البيت الابيض، أثر وبشكل كبير على أوروبا عامة، وبالنظر إلى هولندا، فإنها قد أصيبت هي الأخرى بعدوى التطرف اليميني، حيث ساهمت وسائل الإعلام الغربية في دفع التيار اليميني إلى الأمام من خلال تشويه صورة الدين الإسلامي من خلال اللعب على العمليات الإرهابية وتوجيه الاتهام للمهاجرين الذين ضاقت بهم السبل إلى أوروبا بسبب الأزمات والحروب المندلعة في بلادهم، في ظل التخبط الإقتصادي الذي تشهده أوروبا فضلاً عن عدم توافر السيولة المالية اللازمة او العمل المناسب للمهاجرين .
كما يرى بعض المُحلِّلين إشاراتٍ جديدة في القلق من جانب الناخبين الذين أسهموا في الصعود الأخير للسياسيين الشعبويين، بالنظر إلى حالة عدم اليقين والصراع الذي أظهرته الأسابيع الأولى لإدارة ترامب، والتصويت البريطاني لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي (أو ما يُعرَف بـ”بريكست”) العام الماضي 2016.
فيما قال هايو فونكه، أستاذ العلوم السياسة في جامعة برلين الحرة، إنَّه قد لاحظ على مدار الأسابيع القليلة الماضية إشاراتٍ مبكرة لردة فعلٍ قوية مناوئة للشعبوية، مستشهداً بتراجع حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المُتطرِّف في استطلاعات الرأي الأخيرة في ألمانيا.
وأوضح فونكه أنَّه يعتقد أنَّ الناخبين في أوروبا ينظرون إلى البريكست ورئاسة ترامب ليس باعتبارهما مصدري إلهام، بل بقلقٍ عميق.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *