ثقافة الإحترام وقبول الآخر أصبحت ضرورة كبرى بعد أن افتقدها المجتمع، لذا نظم مركز النيل للإعلام ببور سعيد ندوة خاصة حول هذا الموضوع ضمن مبادرة (احترم عالمى) بالتعاون مع جمعية أصدقاء البيئة بمشاركة عدد كبير من المدارس من جميع المراحل والإدارات المختلفة.
أوضحت مرفت الخولى مدير عام مجمع إعلام بورسعيد التابع لهيئة الاستعلامات أن الاحترام أحد أهم الأخلاق والقيم الحميدة التى يتعامل بها الإنسان مع الآخرين، فهو يمثل تقديرا لقيمة أو لشىء أو لشخص، وهو إحساس بعلو مكانة هذه القيمة وتميزها، ومن هنا تأتى أهمية المبادرة فى العمل على عودة أخلاقنا المصرية الأصيلة -وعلى رأسها ثقافة الاحترام وقبول الآخر- إلى سلوكيات وتعاملات المواطنين فى حياتهم اليومية.
إيهاب الدسوقى عضو الاتحاد الإقليمى للجمعيات الأهلية قال: إن منظمة اليونسكو أصدرت مجموعة من القيم المشتركة بين الإنسانية كلها واسمتها «القيم النشيطة» وأوصت بأن تتضمنها كل مناهج التعليم فى العالم، وجاءت قيمة الاحترام أولى هذه القيم.. فتحصل على الاحترام باكتسابه ثم ينمو ببطء مع مرور الوقت وإن السر فى اكتساب الاحترام بسيط، وهو أن تفعل الشىء الصحيح طوال الوقت لتكسب احترام الجميع.
وأضاف أن الاحترام يجب أن يحظى بأهمية كبرى فى حياتنا غير أننا اعتدنا وللأسف أن نرى عكس ذلك، فالبعض منا لا يحترم الآخر، لا يحترم الوقت، لا يحترم النظام أو القانون، وتتعدد حالات عدم الاحترام لدينا حتى أصبح هذا الأمر جزءا من حياتنا، بل جزء من هويتنا التى نقدم بها أنفسنا للآخرين، فى حين أصبح المحترمون قلة وكأنهم غرباء أو عملة نادرة فى مجتمعنا وأننا نحتاج اليوم إلى كثير من المبادرات المجتمعية التطوعية لنشر ثقافة الاحترام.
الشيخ محمد الحديدى كبير أئمة بأوقاف بورسعيد أكد أن الاحترام كقيمة إنسانية عامة أولتها البشرية عناية واهتماما، لكن الإسلام أعطاها مكانة كبيرة جعلتها تمتد لتشمل كثيرا من العلاقات التى تربط المسلم بغيره، بل امتدت لتشمل المجتمع والعلاقات الاجتماعية.. والإسلام أولى هذه القيمة أهمية كبيرة وربطها بتصرفات وسلوك وليس مجرد قيمة أخلاقية مجردة لا يثاب الإنسان عليها.. وقد تعددت صور الاحترام فى الإسلام لتشمل احترام الذات، احترام الوالدين، المرأة، المجتمع، احترام غير المسلمين وغيرها كثير. كما حث محمد عبد الرحمن مدير التعليم العام ببورسعيد على التحلى بالأخلاق الحميدة التى تقودنا لاحترام أنفسنا أولا واحترام المجتمع لنا والتى تعتبر أول خطوة فى تقدم المجتمعات فى ظل ما ينتشر حاليا من الحرب الفكرية التى تستهدف فكر جيل بأكمله.
د. إحسان عبدالله ود. منال عيد مسئولتا مركز خدمة المجتمع و تنمية البيئة بالمعهد العالى للخدمة الإجتماعية تطالبان بتدعيم فكر المواطنة والحوار الفعال لدعم قيم الاحترام كونه شيئا غير ملموس، فإذا أراد شخص أن يحترمه الآخرون عليه أن يعيش بنزاهة معهم، ويعاملهم بأدب واحترام مع العلم أن الطريقة التى ينظر إليك بها من حولك ليست بالضروره تقوم على أساس مستوى تعليمك أو نوع المدارس التى تعلمت بها أو من تصادق أو من هى عائلتك.