أخبار عاجلة

اعتراف

بقلم: ضرغام الدباغ

 

أعترف أني عندما أسمع بقضية فساد في إحدى الدول الأوربية، ينتابني الفرح، فأغبط نفسي بالقول : هاي مو بس عندنا ..! الحرامية بكل مكان ..! ولكن الأسف والأسى يزداد حين تسمع قصة الفساد هذه، ليست سوى مسؤولاً حكوميا أستخدم السيارة الحكومية في مشوار خاص ..! وبالطبع هناك قضايا فساد أكبر …
اليوم قدم رئيس وزراء هولندة استقالته للملك، بسبب قضية فساد، وانتظر الصحفيون بباب القصر الملكي، جاء رئيس الوزراء ممتطياً دراجة هوائية، وقد علق الحقيبة الجلدية على مقود الدراجة، ولم يتوقف إلا لثوان، أدى حراس القصر له تحية عادية، فمضى بأتجاه القصر ليقدم استقالته. (في هولندة لا توجد قاعدة ” ما ننطيها”) فتأملت بعد كم سنة يمكن أن نصل لهذا المستوى …! وما معنى أن نصل لهذا المستوى .. حبا بالدراجة أو بالتشبه أم بالمغزى ..؟

بالطبع الفارق هو في المغزى، وفي مقارنة بسيطة، أعتقد سيوافقني عليها معظم القراء، أن المنصب في بلداننا يعني الهيبة والرفعة، وتعني السيارة والسائق، والسكرتير وربما الخدم، ومخصصات وامتيازات، ورواتب عالية جداً غير مبررة، وسفرات للخارج في الغالب لا داع لها، هذا عدا فرص الكسب الغير المشروع وما يسمى في الأدب السياسي ” الفساد ” فهنا احتمال أن يبدأ رصيده يتراكم ليبلغ الملايين، وبعضهم يقول بالمليارات … لأن إذا كان المفقود من المال العام يبلغ الترليون .. فمن المرجح أن يكون الأخ الفاسد قد راكم رصيداً متواضعاً بالملايين، أما إذا شاء أن يصبح حوتاً قاتلاً فيتجاوز رصيده إلى المليارات … والله أعلم ..
” قدمت الحكومة الهولندية استقالتها نتيجة فضيحة قطع إعانات الأطفال عن آلاف العائلات بعد اتهامها خطأ بالاحتيال الضريبي. وتأتي الاستقالة قبل أسابيع من الانتخابات البرلمانية. وأكد تقرير تحقيق برلماني نُشر في كانون الأول/ ديسمبر أن المسؤولين أنهوا مخصصات آلاف العائلات المتهمة خطأ بالاحتيال بين 2013 و2019، قبل إجبارها على إعادة الأموال التي تلقتها على مدى عدة سنوات، في مبالغ وصلت في بعض الحالات إلى عشرات الآلاف من اليورو “.
شخصياً أعتقد أن الفساد موجود في الكثير من الدول ولكن بأي نسبة وأي درجة ,,..؟ فالمسؤول يعمل باخلاص اينفذ الخطة الحكومية، وإذا سنحت له فرصة أن يستفيد (بأستغلال منصبه) ولكن دون أن يمد يده للمال العام، فيفعل بحدود أن يعرف بماذا يدافع عن نفسه، أن لا تكون الفضيحة مدوية … وبالطبع الصحافة تقف لهم بالمرصاد والمعارضة وهواة نشر الفضائح، وليس بمستبعد أن يؤدي الأمر إلى انتحار المسؤول الفاسد … لأن بشرة وجهه ليست قديفة (مخمل) ولا من الجنكو …كما الجماعة عندنا …
أحنا قصتنا قصة … المعين الله … لم تجري على عبد من عباد الله …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *