أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / اذا صدقنا  امريكا 1

اذا صدقنا  امريكا 1

 بقلم: صلاح المختار

 

احدى اكبر مشاكل العراق والامة العربية هي وجود من يصدق وعود امريكا ب(انقاذ العراق وطرد اسرائيل الشرقية منه والقضاء على ميليشياتها فيه) ، او دعم الاقطار العربية ، رغم ان طفلا غرا يعرف ان امريكا تكذب حينما تدعي انها تريد دعم العراق ضد اسرائيل الشرقية وتتمادى اكثر وتقول انه تريد انقاذه منها! فكيف نتعامل مع اكاذيب امريكا التي تغلّب الياس لدى بعض العراقيين عندما يكتشفون انها تكذب عليهم بصورة منظمة؟ فلنستعرض لمحات من تاريخ الكذب في امريكا بصورة اسئلة وردتني عن دوافع ترويج امريكا لاكاذيب حول (انقاذها للعراق) والاجوبة  عليها .

1-لماذ مارست امريكا الكذب المنظم معنا طوال فترة ما بعد الغزو؟ الجواب:اولا لان الكذب مكون اساس في الدولة الامريكية فهي دولة اكاذيب نشأت بقوة الاكاذيب وكان تزوير تاريخها هو اول تزوير وجريمة نكراء ضد الانسانية بقتل المهاجرين البيض اكثر من 112 مليون هندي احمر وهم اصحاب امريكا الشرعيين، ثم شرعت قياداتها بممارسة الكذب على الامريكيين، وكلهم مهاجرون غرباء ،وعلى العالم وتحت غطاءه شنت حروبا وعدوانات على اكثر من  48 دولة اخرى غلفت كلها بالاكاذيب لتبرير شنها من اجل سرقة ثروات الاخرين او اراضيهم مثلما فعلت مع المسكيك بسرقة ما يسمى الان ولاية كاليفورنيا منها بالقوة،ولهذا  برز الكذب بصفته احد اهم مكونات النظام السياسي الامريكي فرؤوساء امريكا اهم وابرز من يكذبون، وفيما يلي فقط نماذج مختصرة تؤكد ذلك وللتوسع في الاطلاع على تاريخ الكذب في امريكا عليه ان يكتب في باحث غوغل عبارة (هل يكذب رؤوساء امريكا؟) سيجد كما ضخما من التقارير التي توثق اكاذيب رؤوساء امريكا :

2- مجلة «أمريكان ثينكر»، قالت: إن كل رؤساء امريكا يكذبون، لكن أسوأهم بوش الصغير وصف بانه اكبر كذاب في تاريخ رؤوساء امريكا حيث انه كذب فقط في موضوع غزو العراق اكثر من مائة كذبة. ووفقا لشبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، فإن أوباما حصل على لقب أكبر كذاب في عامى ٢٠١٤ و٢٠١٣ على التوالى، ومنح  لقب «بونوكيو» القرن الواحد والعشرين والمعروف عن قصة بونوكيو أنها لولد كان دائم الكذب وعندما يكذب يزداد أنفه طولا،ووفقا لاستطلاع لشبكة «فوكس نيوز» الإخبارية فإن ٨١٪ من الأمريكيين يعتقدون أن أوباما كاذب، بما في ذلك ٦٦٪ من الديمقراطيين، حزب أوباما ومع ذلك انتخب مرتين! وبيل كلينتون وصف كواحد من اصلف الكذابين، فقد أنكر علاقته مع مونيكا وهو تحت القسم وبعد ذلك اعترف بعلاقته الجنسية معها، ومن مظاهر انحدار نخب امريكية الى مستنقعات تأنفها كل نفس محترمة ممارسة كلنتون الجنس مع مونيكا في غرفة الرئيس وعلى طاولته!بل انه كان يمارس الجنس مع مونيكا وهو يكلم هاتفيا رؤوساء!وفضائح الكذب طالت اغلب رؤساء امريكا،ومنهم جونسون، كينيدى، وارين هاردنج،روزفلت،أيزنهاور، جيمس جارفيلد، ونيكسون الذي ادعى أنه بريء من فضيحة ووترجيت ولكن الأدلة أثبتت انه محتال وكاذب، ريجان الذي كذب عندما وعد الشعب الأمريكى بأنه لن يقايض الرهائن بأسلحة أو أي شيء آخر مع إيران، ثم ظهرت ايرانجيت التي قدمت فيها امريكا واسرائيل اسلحة ومعدات عسكرية ومعلومات استخبارية لايران لاستخدامها ضد العراق اثناء الحرب التي شنها خميني عليه،ونرى الان كيف مارس ترامب وبايدن الكذب بتوجيه احدهما للاخر اتهامات اذا كانت صحيحة فيجب عدم السماح لهما بالترشيح للرئاسة اما اذا كانت كاذبة فيجب محاسبتهما على الكذب.وهكذا نرى ان اغلب رؤوساء امريكا مارسوا الكذب المتعمد وبلا تردد ولم يحاسبوا على كذبهم الا في حالة نيكسون بينما زادت شعبية كلنتون واعيد انتخابه،وكذلك بوش الصغير  واوباما اعيد انتخابهما ! وهي اشارة لاتخطأ الى المستوى الهابط جدا للقيم الاخلاقية في امريكا.

والسؤال الذي لامجال لتجنبه هو :اذا كان رؤوساء امريكا يحترفون الكذب وكان مجتمعها يقبل الكذاب ويعده ممارسة مقبولة ويعيد انتخاب من ثبت عليه الكذب فكيف نتوقع من امريكا ان تصدق معنا رغم ان تلك الاكاذيب  ادت الى كوارث بشرية هائلة داخلها وخارجها مثلما حصل في العراق وفيتنام مثلا حيث شنت امريكا حربيها عليهما استنادا للكذب؟ وما هو وصف من يصدق الكذاب وهو يعرف انه كذاب؟ الم تبلور  تجارب البشرية حقيقة ان  الذي يكذب مرة واحدة يصبح جاهزا للكذب باستمرار ؟

3:هل الكذب اذا جزء من التكوين الامريكي؟ الجواب نعم بدليل الامثلة التي قدمناها فرغم تشخيص الامريكييين بغالبيتهم لهذه الظاهرة فانهم ينتخبون (كذابين وانصاف اميين  وحمقى ونصابين ومحتالين) …الخ! وهذه اوصاف الامريكيين انفسهم لمن انتخبوهم لانهم لايجدون في الكذب مثلبة! لنتناول تدمير امريكا للعراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها تحت اغطية الكذب وتقديم الوعود المضللة لاجل اكمال مخططها الكارثي.

4-لماذا حلت امريكا الجيش العراقي بعد الغزو؟ الجواب: لان احلال الفوضى العارمة كان هدفا جوهريا فهي وسيلة فعالة للتدمير الشامل للعراق، ووجود جيش قوي حتى لو كان تابعا للاحتلال يمنعها لذلك حل الجيش بقرار مركزي وليس بارادة بريمر كما يطرح الان لاخفاء وجود مخطط شامل لانهاء العراق وجعل الامر يبدو قرارا من بريمر.وظيفة هذه الكذبة هي اقناع عراقيين بان امريكا سوف(تنقذهم من ايران)!

5-لماذا الغت امريكا الوزارات ما عد وزارة النفط؟ الجواب: للسيطرة على الثروة النفطية ومنع تدمير وثائقها الرسمية وهي مهمة جدا بعد الغزو وكان الاعتقاد الامريكي السائد هو ان الشعب العراقي سوف يستقبل الغزو بالورود كما وعد رامزفيلد قبل الغزو،لكن الشعب استقبله بالاف الهجمات القاتلة وهزمت المقاومة العراقية الجيوش الامريكية والبريطانية وغيرها.

6-لماذا سمحت امريكا بأدخال فيلق القدس الى العراق ثم دعمت تسليح الميليشيات الايرانية وتشجيعها على السيطرة على الوزارات والمؤسسات خصوصا الامنية؟ الجواب:لان المطلوب بعد حل الجيش ومؤسسات الدولة كان فرض السطوة الكاملة للميليشيات الايرانية في كل العراق لضمان التنفيذ الدقيق للمخطط المشترك الامريكي -الايراني -الصهيوني وهو انهاء العراق التاريخي المعروف بمحو هويته الوطنية عبر كوارث متسلسلة تجبرهم على ما لم يكونوا يتخيلونه حتى في الكوابيس المفزعة، وهو التخلي عن منظومة قيمهم ووطنيتهم .

7-لماذ عينت امريكا واسرائيل الشرقية انصاف الاميين والفاسدين مسبقا في المؤسسات العامة والتعليمية خاصة؟ الجواب: لان تجهيل الناس هدف مركزي وليس افضل من تولي انصاف الاميين الحكم من وسيلة لتدمير النظام التعليمي الذي كان من بين افضل نظم التعليم في العالم وفرض نظام تعليمي طائفي عنصري ظلامي متخلف يمنع العلم والثقافة والتقدم وينشر التجهيل والخرافة، واعترفت وزيرة خارجية امريكا كونداليزا رايس بان امريكا اطلقت (الفوضى الخلاقة) عمدا لاجل تدمير العراق، لانها افضل بيئة لصنع كافة انواع التخلف والجهل والفتن خصوصا الطائفية، من خلال اشاعة الخرافات والاكاذيب والممارسات المقرفة مثل الاستعداد لاكل الغائط والبول لشخوص يدعون الانتماء ل( ال البيت)! كما ان هؤلاء عندما يحكمون يدمرون النظام الصحي الممتاز وكان مجانيا كالتعليم،ويعممون الفساد خصوصا بسرقة موارد الدولة الغنية لافقارها وتعجيزها عن تقديم الخدمات الاساسية وغيرها، فهل يمكن بمثل هؤلاء بناء دولة ناجحة ام انه شرط مسبق لمنع قيام دولة حقيقية بنشر اللصوصية والفساد والتدهور الاخلاقي وتوليد الدولة الفاشلة؟ ولكن امريكا اخفت هذه الخطة بكذبة نشر الديمقراطية وبها اوصلت بالانتخابات المزيفة الحرامية وانصاف الاميين للحكم والتحكم.

8-هل اطالة فترة الغزو والفساد والفوضى عمل متعمد؟ نعم لان تدمير الجيش والحكومة والاقتصاد واجتثاث القوى الوطنية لا يكفي لتفتيت الشعب وتغيير هويته وتشويه وعيه كي يتقبل رغما عنه ما كان يرفضه، لذلك فاطالة فترة الكوارث والازمات الطاحنة كان شرطا مسبقا كي تضعف ثم تدمر البنية العضوية للوعي الوطني والاخلاقي وتقاليد الشعب وتربيته لانها بنية تحولت الى طبيعة ثانية في الانسان عبر قرون والفيات ومن المستحيل ان تتغير بقرار او قانون او في سنة وتغييرها بالقهر المتطرف يحتاج لعقود، فالحل السريع لمشاكل الفوضى والفساد لايزيل تربية الناس التي تبقى مصدرا قويا وحيا يحرك الملايين للمقاومة ورفض الاحتلال، لهذا كان ضروريا بعد تدمير الدولة والجيش والمؤسسات والقوى الوطنية ممارسة القضم التدريجي لمعنويات الناس وقيمهم العليا وايصالهم للياس والاستسسلام او الانطواء وترك العمل الوطني لانعدام الامل، فتتضاعف الهجرة وتتفكك القيم العليا.

كما ان اطالة فترة الصراعات الفوضوية تنهي الكادر البشري للجيش الوطني الحقيقي ولخبراء ادارة الدولة بعد مرور عقدين لتقدم الضباط والجنود والتكنوقراط في العمر وهو ما يجعل اعادة بناء جيش وطني ودولة وطنية حقيقية عملية تحتاج على الاقل لعشر سنوات من التدريب واعادة التأهيل بعد تحرير العراق، فنصبح امام الحاجة لزمن لايقل عن ثلاثة عقود لمعالجة نتائج الغزو الكارثية في كافة المجالات ،وهو المطلوب امريكيا وايرانيا لتعزيز الاحتلال وبناء كيانات تحميه وترسخ الفساد والتبعية.يتبع.

[email protected]

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *