من الاهمية ان نعرف من هو الدعم السريع لكي نحدد النوايا ونشخص الوضع والنتائج بشكل دقيق.
فخلفية واساس الدعم الشعبي انهم عصابات ومليشيات مسلحة كانت تساهم بشكل فاعل في الاحدات التي جرت في (دارفور والنيل الازرق وكردفان)وهذه المليشيات التي تزعمها محمد حميدو دقلو المعروف بمحمد حميدتي ينتمي لقبائل الزريقات العربية (والذي كان بشتغل بتجارة الابل بين ليبيا وتشاد ومالي )هي اقوى الملشيات وكانت تعرف بملشيا(الجنجويد)بحكم سيطرتها وقوة تمويلها التي اعتمدت على التهريب وفرض الاتاوات ومن ثم استيلاءها على منجم ذهب تقدر كمية انتاجه السنوي ب30طنا سنويا ويبدو ان لها دعما كبيراً من اطراف دولية واقليمية ولاسيما ايران واسرائيل وبسبب ضعف القدرة العسكرية استعان (البشير) ابان حكمه بمحمد دقلو ومنحه رتبة فريق رغم انه لم يدرس في مؤسسة اوكلية عسكرية وجعله قوة دعم رديفة للجيش السوداني مما زاد في تاثيره على الاحداث وقد بلغ تعداد قوة الدعم السريع (100) مئة الف منتسبا (بينما يبلغ عدد الجيش السوداني 220 الف منتسب)ورغم دعم البشير له انه خذله بعد ان انقلاب الجيش السوداني وتحالف مع الانقلابيين ضده .
كان ارتباط قوات الدعم بالامن الوطني الا ان له استقلاليته في الادارة والموارد وقد عين محمد حمدتي دقلو نائبا للرئيس عبد الفتاح البرهان وجرت محادثات غير مجدية لدمج الدعم السريع مع الجيش السوداني الذي عزز الدعم بضباط وجنود واليات ومعدات عسكرية ومحاولة ربطته بوزارة الدفاع ومن ثم برئاسة الجمهورية ويبدو ان هنالك نية مسبقة من الدعم السريع بعدم الدمج بالجيش لان ذلك سيؤدي لخسارة لنفوذه ونفود (دقلو)بالطبع وقد طهرت هذا النية بقوة عندما اقترب الحوار الوطني لعملية تسليم الحكم للمدنيين وانشاء حكومة مدنية تشارك فيها كل القوى السودانيه.
اريد ان اخلص من هذه الخلفيه للقول بان هكذا مليشيات مثلها مثل ماجرى في لبنان (مليشيا حزب الله )الذي تحول بعد ان بلغ تعداده 100الف منتسب الى قوة اهم من الجيش اللبناني ممولة منن ايران ان لم يكن من العراق وقدترسخ تاثيرها السياسي في لبنان واصبحت قوة كلفت بمهمات قتالية خارج لبنان .
ومثلها كذلك مليشيا الحوثي التي انقلبت على الرئيس على عبدالله صالح والشرعية واصبحت تسيطر على العاصمة وعلى اجزاء كبيرة من اليمن وقاتلت ولازالت تقاتل الجيش اليمني الرسمي .
وفي سوريا انقسم الجيش الى جيشين ودخلت مليشيات ولائية سوريا ومليشيات كرديه سيطرت على الشمال الغربي منها وداعش والنصرة التي سيطرت على اجزاء مهمة من سوريا .
وفي ليبيا انفسم الجيش الى جيشين وتشكلت مليشيات مسلحة موالية لجهات اقليمية واجنبية.
ولم تكن ايران واطراف دولية بعيدة عن هذه الميادين و(محمد حميدتي دقلو)لايخفي علاقته الجيده مع ايران واسرائيل)،
كما اشير الى ان الحشد الشعبي الذي اسس بفتوى السيستاني للدفاع عن (الشيعة الفتوى الكفائية))بعد اجتياح داعش للموصل والمحافظات الغربية وبعد دحر داعش تحول الحشد الى مؤسسة رسمية رديفة للجيش والشرطه والاجهزة الاخرى لها قانونها وميزانيتها الكبيرة ومواردها الاخرى وتسليحها الذي شرعه البرلمان وطبقت فيه صيغ وتنظم ورتب عسكرية وصنوف مسلحة ارتبطت بالامن الوطني ثم بالقائد العام للقوات المسلحة شكليا و لايملك رئيس الوزراء اي سيطرة عليها اضافة لوجود مليشيا العصائب التي يقودها الخزعلي الموالية لايران مع ميليشيات ولائية اخرى ترتبط بايران.
واصبح للحشد وجيش المهدي وسرايا السلام (قبل انسحاب مقتدى من العملية السياسيه) وعشرات الاسماء لميليشيات مسلحة قوة مهمة اسهمت في انتخابات البرلمان. فالعصائب تميزت بتاثيرها الكبير في تشكيل حكومة محمد شياع السوداني.
وهذا بالطبع مؤشر خطير اذا اخذنا بالاعتبار تطور تاثير هذه المليشيات في الحياة السياسيه والاقتصادية والبرلمانية وفي احتمال ان يقفز الحشد والمليشيات لازاحة كل المنافسين والسيطرة على مقاليد الحكم كما جرى في مرات عدة في رئاسة مصطفى الكاظمي لاسيما ان هنالك دعما ايرانيا واشرافا لوجستيا على هذه العملية .
كما جرى في لبنان والبمن وسوريا وليبيا والان في السودان.
واخيرا فان الاحداث التي تجري اليوم ادخلت السودان في صراع دموي طويل معقد وخراب كما جرى في اليمن وسوريا وليبيا والعراق ولايوجد افق واضح لحسم الاوضاع بين قوتين كل واحدة منها تريد انهاء الطرف الاخر .