لقد جاء في خطاب ترامب الذي ألقاه يوم أمس الجمعة 20 جانفي/كانون الثاني 2017 بمناسبة تنصيبه رسميا رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ليصبح الرئيس أل 45، قلت جاء في هذا الخطاب تأكيدا لما قاله في حملته الإنتخابية، ومن وجهة نظرنا فإن ترامب هو شخصية مجهولة وغير معروفة سياسيا.
والمعروف عنه أنه رجل أعمال يحسب الأمور بالربح والخسارة، فقد انتقل مباشرة من البزنس إلى البيت الأبيض وبالتالي فهو يفتقد للخبرة والحنكة السياسية اللازمة لتسيير دولة كبرى مثل أمريكا؛ ومن هنا يجمع المحللون والسياسيون على أن قررات ترامب بشأن مختلف الملفات والقضايا ستكون مجهولة؛ غير أننا نعتقد بأن ترامب المترشح ليس هو ترامب الرئيس، ثم إن الولايات المتحدة الأمريكية هي بلد مؤسسات وصلاحيات الرئيس فيها محددة.
كما أن هناك نقطة هامة يجب أن نشير إليها، والمتمثلة في أن أمريكا تحكمها لوبيات مختلفة وتؤثر في سياستها الداخلية والخارجية، فمنها لوبيات مالية وسياسية وإقتصادية وصهيونية وما إلى غير ذلك من اللوبيات، وبالتالي فهذه اللوبيات القديمة المعروفة سيكون لها تأثيرا كبيرا وتفرض واقعها في اعتقادنا على سياسة ترامب مستقبلا، لأنها ستستثمر بقوة في إنعدام الخبرة السياسية لترامب وستوجهه من حيث لا يعلم. والنقطة الأخرى التي نشير إليها هي عداء ترامب الواضح للإسلام وللإسلام السياسي، فهو يعتبر الإسلام سرطانا ويقول سنوحد العالم ضد الاسلام الراديكالي، وهنا مكمن الخطر في تعامل ترامب مع العالم الإسلامي مستقبلا وخاصة مع المملكة العربية السعودية.
كما أن هناك نقطة خطيرة أخرى وهي الدعم الواضح وغير المشروط الذي يبديه ترامب لحكومة الكيان الصهيوني، وخاصة عندما صرح أنه سينقل سفارة أمريكا في إسرائيل إلى القدس، وبالتالي فهو يعطي الضوء الأخضر مسبقا لكل الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وإمضاء صك على بياض لاستمرار سياسة الاستيطان التي ينتهجها الكيان الصهيوني.
كما أن هناك نقطة أخرى لمح إليها ترامب وهي أن أمريكا ستهتم بمصالحها وفقط، وهذا يعني أن الانتهاكات التي يقوم بها النظام الإيراني وسياسته التوسعية ونشره للفوضى والحروب والخراب في المنطقة العربية لا تهمه، وهذاةالأمر يدعو مجلس التعاون الخليجي على البحث وبسرعة عن بديل قوي لأمريكا ، فمن الواضح أنه سوف لا يعول على سياسة الادارة الأمريكية الجديدة في هذا الملف على الخصوص.
الدكتور إسماعيل خلف الله
محام وباحث في القانون الدولي.
خاص لأوروبا اليوم
