بينما تستمرّ المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة والنظام الإيراني وسط غموض شديد وتناقضات صارخة، تكشف تقارير دولية وإعلامية حديثة عن الأبعاد الخطيرة للمشروع النووي الذي يصرّ عليه نظام ولاية الفقيه، وعن خداعٍ ممنهجٍ يُمارَس منذ سنوات على المجتمع الدولي.
ديفيد ألبرایت: النظام الإيراني لا يلتزم بالتعهدات ويواصل الخداع
رئيس “معهد العلوم والأمن الدولي” في واشنطن، ديفيد ألبرایت، أكّد في تصريحات له أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يكشف بوضوح عدم التزام النظام الإيراني باتفاق الضمانات في إطار معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT)، مشيراً إلى أن التقرير يوضح بالتفصيل محاولات النظام المستمرة لخداع المجتمع الدولي بشأن أنشطته النووية العسكرية السابقة. وأضاف أن الوكالة “لا تستطيع أن تؤكد أن هذه الأنشطة قد توقّفت”.
🔸 تقرير “وول ستريت جورنال”: طهران ترفع مخزون اليورانيوم المخصب رغم المفاوضات
كذلك، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريراً خطيراً كشفت فيه أن النظام الإيراني يواصل زيادة مخزوناته من اليورانيوم المخصب بدرجات قريبة من المستوى المستخدم في تصنيع الأسلحة النووية، رغم استمرار المفاوضات النووية. واعتبرت الصحيفة أن تقريري الوكالة الدولية للطاقة الذرية يؤكدان “سعي النظام الإيراني المستمر لامتلاك سلاح نووي، وخداعه الطويل الأمد لإخفاء نواياه الحقيقية”.
تقرير “أكسيوس”: عرض أمريكي يسمح بتخصيب محدود لليورانيوم
وفي سياق متصل، نقل موقع أكسيوس الأمريكي عن مصدرين مطّلعين أن الولايات المتحدة قدّمت عرضاً جديداً إلى النظام الإيراني يتضمن “السماح بتخصيب محدود لليورانيوم”، في خطوة وُصفت بأنها تراجع عن الموقف المتشدد السابق، مما أثار قلقاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية.
ترامب يردّ بلهجة حاسمة: لن نسمح بأي تخصيب
في ردٍ سريع على هذا التسريب، نشر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، رسالة عبر منصة “تروث سوشيال”، كتبها بحروف كبيرة للتأكيد، قال فيها:
«في أي اتفاق مستقبلي معنا، لن نسمح لإيران بأيّ شكل من أشكال تخصيب اليورانيوم».
كما انتقد بايدن، واصفاً إياه بـ«التوقيع التلقائي»، وقال: «كان يجب عليه أن يوقف تخصيب إيران منذ وقت طويل».
الخلاصة: الحل لا يكمن في التفاوض، بل في تغيير النظام
في ضوء هذه التطورات، من الواضح أن المراهنة على التفاوض مع نظام الملالي لم تجلب سوى المزيد من الوقت له لتطوير برنامجه النووي، بينما يواصل خداع العالم واستخدام الدبلوماسية كغطاء للتهرّب والمماطلة.
لقد أكدت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في مؤتمر إيران حرّة ٢٠٢٥، أن نظام الملالي يقف عند “مفترق طرق تاريخي”، وقالت:
«إن المجتمع الإيراني يطالب بالتغيير الجذري، وعلى المجتمع الدولي أن يقف إلى جانب الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة».
لهذا، فإن المفاوضات ليست سوى تكرار لخطأ استراتيجي. إن الحل الحقيقي والدائم هو في إسقاط هذا النظام وإقامة جمهورية ديمقراطية تفصل الدين عن الدولة وتحترم حقوق الإنسان.