أخبار عاجلة
الرئيسية / عربي / أمام سجن إيفين… تصاعد الغضب الشعبي في إيران ضد سياسة الإعدام

أمام سجن إيفين… تصاعد الغضب الشعبي في إيران ضد سياسة الإعدام

 

شهدت العاصمة طهران ومدن إيرانية أخرى في 29 أبريل 2025 موجة احتجاجات غير مسبوقة تزامنت مع الأسبوع السادس والستين لحملة “ثلاثاء لا للإعدام”، حيث توافد العشرات من عائلات السجناء السياسيين المحكومين بالإعدام إلى محيط سجن إيفين السيء الصيت. حمل المحتجون صور أبنائهم وأحبائهم، من بينهم وحيد بني عامريان، بهروز إحساني، مهدي حسني، منوچهر فلاح، وغيرهم، ورفعوا لافتات تطالب بالإلغاء الفوري لعقوبة الإعدام الجائرة، مؤكدين أن هذه الأحكام ليست سوى وسيلة قمع سياسي يستخدمها النظام لإسكات المعارضة وترهيب المجتمع.
لم تقتصر التحركات على طهران، بل امتدت إلى مدن مثل بوكان ورشت وشهريار، حيث نظم الشباب فعاليات احتجاجية تضامنية مع السجناء المضربين عن الطعام في 41 سجناً بأنحاء البلاد. هؤلاء الشباب عبّروا عن رفضهم المتزايد لعقوبة الإعدام، معتبرين أن النظام يستخدمها كأداة لبث الرعب وكسر إرادة الشعب، لكنهم أكدوا أن التضامن الشعبي المتصاعد قادر على كسر هذه الحلقة الجهنمية.
يأتي هذا التصعيد في سياق حملة “ثلاثاء لا للإعدام” التي انطلقت قبل أكثر من عام، وتحولت إلى رمز للمقاومة المدنية ضد آلة القتل الرسمية. السجناء السياسيون، رغم سنوات طويلة من القمع والتعذيب، أظهروا صموداً استثنائياً من خلال إضرابهم الجماعي عن الطعام، متحدين ظروف الاعتقال القاسية وتهديدات الإدارة. بياناتهم المشتركة شددت على أن الإعدام لن يكون حلاً لمشكلات إيران، بل سيزيد من عزلة النظام ويضاعف الغضب الشعبي.
الاحتجاجات أمام سجن إيفين أصبحت مشهداً أسبوعياً، حيث تتكرر وقفات العائلات وتتصاعد أصواتهم رغم محاولات قوات الأمن قمعهم وتهديدهم بالاعتقال. كثير من الأمهات والآباء تحدثوا للإعلام عن معاناة أبنائهم في الزنازين، وعن حالات التعذيب النفسي والجسدي، وحرمانهم من المحاكمة العادلة. كل ذلك عزز من حالة التضامن الشعبي، حيث باتت قضية الإعدام محوراً لتوحيد مختلف شرائح المجتمع الإيراني.
على الصعيد الدولي، لاقت هذه التحركات صدى واسعاً، إذ أدانت منظمات حقوقية وبرلمانات أوروبية موجة الإعدامات الأخيرة في إيران، وطالبت بالإفراج الفوري عن السجناء السياسيين ووقف تنفيذ أحكام الإعدام. لكن النظام الإيراني يواصل تجاهله لهذه النداءات، معتمداً على سياسة الإفلات من العقاب.
في النهاية، تشير هذه الموجة من الاحتجاجات والإضرابات إلى أن المجتمع الإيراني بدأ يتجاوز حاجز الخوف، وأن آلة الإعدام لم تعد قادرة على إسكات الأصوات المطالبة بالحرية والعدالة. صمود السجناء وعائلاتهم، وتضامن الشباب، يبعثان برسالة قوية بأن التغيير قادم، وأن كسر دائرة الإعدام بات مطلباً وطنياً لا رجعة فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *