** المقدمة:
تحتفل الأكاديمية من كل عام باليوم العالمي لليتيم والأم المثالية، فيقوم الكثير من بسطاء الناس والنخب من أهل السياسة والفن والأدب والفكر بزيارة اليتامى وتقديم الهدايا ومشاركتهم في الاحتفال بهذا اليوم.
** فكرة إنشاء يوم اليتيم
متى انطلقت فكرة تخصيص يوم من كل عام للتذكير بحقوق اليتامى؟ ومَن صاحب هذه الفكرة انطلقت فكرة الاحتفال باليتيم وتخصيص يوم له من قبل مؤسسة “ستارونديشن” البريطانية عام 2003 م.
** فضل كفالة اليتيم
إن كفالة اليتيم من أبواب الخير التي ينال بها العبد السعادة في الدنيا والتكريم في الآخرة، لذلك فقد حثت عليها الشريعة الإسلامية، قال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ) “البقرة-٢٢٠”. كما أنها تساهم في تزكية نفس الكافل وتطهير ماله، قال الله سبحانه: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) فالصدقات للمحتاجين ومنهم اليتامى تبارك المال وتزكي النفس وتزيد من الصحة النفسية. ومن فضائلها أيضا: أنها علاج لقسوة القلب، فلقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو قسوة قلبه، فأمره أن يرحم اليتيم ويمسح على رأسه حتى يلين قلبه ويدرك حاجته. كما أن كفالة اليتيم من الطرق الحسنة لصرف المال الذي يسأل عنه صاحبه يوم القيامة، (وعن مالِه من أين اكتسبه، وفيما أنفقه).
** ثواب كفالة اليتيم
أما عن ثواب كفالة اليتيم، فإن ثوابها عند الله عظيم، فمنها صحبة النبي صلى الله عليه وسلم ومرافقته في الجنة، فعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أنا وكافل اليتيم في الجنة، كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى، وفرج بينهما شيئا)، رواه البخاري. لذلك قال ابن بطال: (حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به، ليكون رفيق النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجنة، ولا توجد منزلة في الآخرة أفضل من ذلك).
ومن ثوابها الكبير أيضا أنها تقي صاحبها شرور يوم القيامة وتدخله الجنة، قال الله في كتابه الكريم: (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ)
كما قال -سبحانه-: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وجزأهم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا).
** رعاية اليتيم
تعد تربية اليتيم تربية جيدة من أفضل طرق رعاية اليتيم، حيث إن هذه التربيّة ستغرس في قلب اليتيم الأخلاق الحميدة، وبذلك ينشأ إنسانا نافعا لنفسه ولأمته
ومن رعاية اليتيم أيضا: الإنفاق عليه ورعايته، وتوفير جميع ما يحتاج له من عناية ورعاية واهتمام ومسكن وتعليم جيد وأنشطة رياضية واجتماعية.
** توصيات المؤتمر **
تواصل عددًا من العناية أو الرعاية باليتيم، أبرزها:
١- الحنان والتعامل باللين والرفق، والصبر عليه وتحمله، وعدم مقارنته بغيره.
٢- إشغال وقته بالأنشطة والأعمال المفيدة.
٣- التعامل معه على أنه قوي وليس ضعيفا، فهو يسير في الحياة بلا أب، ومع ذلك قد ينجح ويتفوق.
٤- تعزيز السلوك الإيجابي بشكر الطفل اليتيم ومدحه والثناء عليه، ومكافأته وتكريمه على أي إنجاز له مهما صغر.
٥- التعامل الحكيم مع أخطائه والتعرف على أسبابه، فقد تنتج بعض الأخطاء عن طبيعة نمو مثل كثرة الحركة، وقد تنشأ أخطاء أخرى عن حاجة نفسية مثل القيام ببعض الأعمال بغرض جذب الانتباه لإشباع الحاجة إلى التقدير.
٦- خصص له جزءا من وقتك، وذلك بالاستماع إليه، والتفوّه معه بالكلام الطيب، وإعطائه فرصة للتعبير عن رأيه.
٧- إن الاهتمام باليتيم ليس قاصرًا على يوم اليتيم فقط، بل إن إدخال الفرح والسرور إلى قلب اليتيم بكل وسيلة مشروعة في كل وقت هي من أعظم القُربات إلى الله تعالى ومن أفضل الأنشطة الاجتماعية التي تزيد من صحتك النفسية.
** المقترحات
1- الأخذ بالاتجاهات الحديثة في العلاج النفسي والاجتماعي والاتجاه التكاملي عند التعامل مع العديد من مشكلات
2- التعرض لمصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة عند تناول قضايا الأيتام.
3- توعية المجتمع بمفهوم الأسر البديلة.
4- ضرورة تحقيق المسئولية الاجتماعية في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة.
5- إعداد برنامج لتأهيل الأمهات البديلات قبل العمل وأثناء العمل وبعده.
6- إعداد دراسات تطبيقية عن الأم البديلة والضغوط التي تتعرّض لها على مستوى المملكة.
7- ضرورة تغذية الأطفال الأيتام بمبادئ الإسعافات الأولية.
8- ضرورة إجراء دراسات حول تأثير العوامل الشخصية عند الأيتام.
9- ضرورة إنشاء مركز بحثي خاص بالأيتام والتركيز على الإرشاد الجماعي الفردي التربوي النفسي عند التعامل.
10- ضرورة إنشاء تصميمات خاصة بدور الأيتام بعيداً عن التقليدية.
11- ضرورة تدريب الأطفال الأيتام على ثقافة المواطنة.
12- لابد من وجود معالجين نفسيين يصممون برامج خاصة بكل فرد وما قررته كل مدرسة من علاج.
13- التوصية بإنشاء مركز لتأهيل الأيتام بواقعهم والتكيف بالواقع واختيار نماذج ناضجة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
14- الاستفادة من فريق العمل في مؤسسات الرعاية الاجتماعية.
15- الاهتمام بالتخفيف من حدة المشكلات السلوكية مثل (العنف)
16- التوصية بإشراك الأيتام أنفسهم في صياغة مشكلاتهم والتعبير عن احتياجاتهم في صورة أوراق عمل وبحوث.
17- أن يتم توعية الأيتام بأنّ قدوتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الأيتام.
18- أن يتم تحديد الاحتياجات الأساسية في كل دولة حسب إمكانياتها سواء صحية أوتعليمية أوثقافية أوتدريبية أودينية.
19- أن يراعى توجيه الاهتمام إلى الأيتام المعاقين.
20- تنمية ثقافة التطوع لدى سكان المجتمع في المشاركة في المشروعات الخيرية بما ينعكس على رعاية الأطفال بصفة عامة والأيتام بصفة خاصة.