قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لو كان تدخل حقا فى السباق الرئاسى الأمريكى العام الماضى، فإنه لم يكن أول رئيس روسى يفعل ذلك على ما يبدو.
وأشارت الصحيفة إلى أن زعيم آخر بالكرملين قال إنه استطاع أن يؤثر بشكل ناجح فى الانتخابات الأمريكية، وقد حدث هذا فى ذروة الحرب الباردة فى عام 1961، عندنا التقى الرئيس السوفيتى نيكيتا خروشوف الرئيس الأمريكى الذى كان قد انتخب حديثا جون كيندى فى فيينا.
ووفقا لمذكرات خرشوف، فإنه قال لكيندى: “أنت تعرف سيد كينديى، إننا صوتنا لك” هذا التعليق الذى نشر بتعبير مختلف بشكل بسيط فى النسخة الأخيرة من المذكرات وصف بأنه مزحة، لكن خلف هذه المزحة كانت هناك نقطة جدية”.
فخرشوف أصبح رئيسا للاتحاد السوفيتى عقب وفاة جوزيف ستالين فى 1953، وفى أواخر الخمسينيات، قام بإصلاحات داخلية محدودة وحاول إيجاد علاقة أكثر استقرارا مع الولايات المتحدة. وسمح لنائب الرئيس فى هذا الوقت، ريتشارد نيكسون بزيارة الاتحاد السوفيتى عام 1959، وفى وقت لاحق أصبح أول رئيس سوفيتى يزور الولايات المتحدة.
عندما حضر نيكسون إلى موسكو، وأثناء الزيارة دخلا فى جدل عن مزايا الرأسمالية فى مقابل الشيوعية، فقال له خرشوف أنتم لا تعرفون شيئا عن الشيوعية سوى الخوف منها، وفى مذكراته التى نشرت عام 1970 بعنوان “خرشوف يتذكر” قال أنه أخبر بعض أعضاء القيادة السوفيتية، أنه لو أصبح نيكسون رئيسا، لا أعتقد أنه سيساعد فى تحسن العلاقات بين البلدين. ويبدو أن السوفيت كان لعبوا دور فى الانتخابات اللاحقة. ففى الأول من مايو عام 1960 تم إسقاط طائرة تابعة للسى أى إيه أثناء تحليقا قرب مدينة ياتكتنبيرج وتم اتهام الطيار الأمريكى بالتجسس، ورأى خرشوف أن إطلاق سراح الطيار قبل الانتخابات سيعزز نيكسون، وفضل الانتظار حتى بعد الانتخابات.