بالتزامن مع الزيارة التى أنهاها أمس رئيس المجلس الرئاسى الليبي فايز السراج، قامت مجموعة مسلحة تابعة لرئيس ما يسمى حكومة الإنقاذ خليفة الغويل، باقتحام مقار لوزارات الدفاع والعدل والشهداء بالعاصمة الليبية طرابلس أمس الأول بطريقة غير شرعية وتحت تهديد السلاح، قبل أن تستعيد قوات المجلس الرئاسي سيطرتها علي الوضع داخل العاصمة.
يذكر أن ما يعرف بحكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، فرضتها بالقوة قوات فجر ليبيا عقب سيطرتها على العاصمة طرابلس في أغسطس٢٠١٤، وهي جماعة مسلحة تنتمي للإخوان المسلمين بليبيا.
كان الغويل، قد أعلن ، عبر قناة التناصح التابعة لدار الإفتاء بطرابلس مساء أمس الأول سيطرته رسميًا على بعض المقار التابعة لحكومة الوفاق الوطني، مشيرًا إلى أن الاتفاق السياسي في «حكم الملغي»، قبل أن يخرج بيان عن متحدث باسم حكومة الوفاق ينفي ذلك ويؤكد أن هذه المحاولة باءت بالفشل.
وقال الغويل إن قواته استعادت السيطرة على بعض «مؤسسات الدولة» بما في ذلك وزارة الدفاع وإنه أمر العاملين هناك بالعودة إلى عملهم، وأوضح بيان لأنصار الغويل إن وزارتي العمل والشهداء تحت سيطرته أيضا.
تلا ذلك بيان لحكومة الوفاق ذكر أنه في الوقت الذي تعمل فيه حكومة الوفاق الوطني للتوصل إلى اتفاق بين الأطراف وإيجاد حل للمشكلات اليومية حاولت الجماعات المسلحة الموالية للغويل اقتحام عدد من المقار الحكومية في العاصمة طرابلس، وأضاف بيان آخر أن الجماعات استخدمت التهديد بالقوة لدخول وزارة العمل.
وكلف المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، المدعومة دوليا، وحدات من الجيش الليبي بالتصدي للمجموعة المسلحة التابعة خليفة الغويل.
وأعلنت إدارة التواصل بحكومة الوفاق الوطني، أن المجلس الرئاسي عقد اجتماعا طارئا ضم قيادات الإدارات العسكرية، والأجهزة الأمنية في طرابلس، ومنطقة طرابلس العسكرية، وغرفة عمليات تأمين طرابلس، بمقر ديوان رئاسة الوزراء لحكومة الوفاق الوطني التابعة للمجلس الرئاسي الليبي.
واتفق المجتمعون على «تكليف وحدات من الجيش الليبي لضبط الأمن والتصدي لأي محاولة للسيطرة على مقرات الحكومة».
ومنذ الساعات الأولى من صباح أمس، رفعت كتيبة ثوار طرابلس حالة الطوارئ في العاصمة الليبية مطالبة «جميع أفراد الكتيبة الالتحاق بمقارهم كلٌ حسب مكان التجمع وأخذ أهبة الاستعداد تحسباً لأي مستجدات».
وتعد طرابلس معقلا لمجموعة من الجماعات المسلحة بولاءات متغيرة، حيث أيد البعض حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة فيما أيد البعض الغويل بينما البعض الآخر ليس لديهم ولاءات سياسية واضحة، حيث كشفت الواقعة مدى هشاشة حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة والتي لم يكن لها سوى سيطرة جزئية على طرابلس منذ وصول زعمائها إلى المدينة مارس الماضي.
جاء ذلك في الوقت الذي عاد فيه رئيس المجلس الرئاسى الليبي فايز السراج بعد زيارة لمصر استغرقت يومين، التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسى، وبحث معه المستجدات فى الساحة الليبية والجهود المبذولة لإخراج ليبيا من أزمتها الراهنة.
كما التقى الفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة مع السراج بحضور أعضاء الوفد الليبى وأعضاء اللجنة المصرية المعنية بليبيا وتم مناقشة الأوضاع الراهنة في ليبيا والجهود المبذولة من الجانبين للتوصل إلى حل للأزمة .
كما اجتمع السراج أيضا مع أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية وبحثا آخر المستجدات فى الساحة الليبية والجهود المبذولة لإخراج ليبيا من أزمتها الراهنة.