صدر اليوم عدد جديد من مجلة كل خميس الاسبوعية وقد صدر العدد الجديد باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والاندونيسية
وأبرزت المجلة فى غلافها مقال المفكر العربي الكبير الأستاذ على محمد الشرفاء الحمادى وهو المقال المعنون :
الرسالة الحقيقية للإسلام دعوة للابتعاد عن الروايات المفتراة
وقد نشرت المجلة المقال كاملا
وتضمن العدد مقالا تحت عنوان المسلمون في أوروبا بين الهوية والمواطنة بقلم أحمد محمد الامين رئيس المركز الفرنسي للدراسات الاستراتيجية بباريس حيث تطرق إلى الهوية الإسلامية:تحديات ومفاهيم
..المواطنة الأوروبية :حقوق وواجبات…الحوار بين الهوية والمواطنة
ونشرت مجلة كل خميس مقالا تحت عنوان عبد الرحمن نوح يكتب :تأملات فى الأسلوب المنهجى الراقى لكتاب “شرعة الله ومنهاجه ” للمفكر على محمد الشرفاء
ومن بين ما تضمنه المقال هو أن كتاب شرعة الله ومنهاجه للمفكر العربى على محمد الشرفاء يعتبر أحد أهم الأعمال العلمية والفكرية فى التاريخ المعاصر التى تسلط الضوء على رؤية عميقة لفهم تعاليم الدين الإسلامي وتفسيره بعيدا عن التشوهات التى أصابته عبر العصور
واضاف أن المفكر العربى على محمد الشرفاء يضع منهجا ناصعا وقويما لإدراك وفهم جوهر كتاب الله سبحانه وتعالى من خلال العودة إلى الفهم الصحيح للدين إنطلاقا من نصوصه القرآنية والشواهد النبوية الأصلية بعيدا عن التأويلات التى تحرف المفاهيم مؤكدا بذلك أن الإسلام فى جوهره دين تسامح وعدل ومساواة
ونشرت المجلة مقالا للدكتور محمد مدبولى استاذ اللغة العبرية بجامعة الأزهر حيث أكد فى مقاله أن آراء المفكر العربى على محمد الشرفاء الحمادى نهج صادق يسعى لكشف الحقائق وتوجيه الأمة نحو العودة إلى القرآن الكريم والسنة الصحيحة مما يجعلها دعوة مخلصة لإصلاح الفكر الإسلامي وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تسببت فى التفرقة والتشرذم بين المسلمين عبر العصور
وتضمن العدد الجديد تصريحات مطولة للباحث والمتدبر الأردنى رايق العودات أكد خلالها أن مقال المفكر العربي على محمد الشرفاء “المسؤولية المشتركة فى نبذ الروايات المختلقة ” ..لامس جوهر المشكلة التى تعانى منها الأمة الإسلامية والمتمثلة فى الاعتماد على الروايات الملفقة مؤكدا أن هذا المقال يمثل دعوة صادقة لتصحيح المسار الدينى والفكرى للأمة
ونشرت المجلة تصريحات مطولة للباحث والمتدبر العراقى ومدير التعليم الاسلامى السنى فى العراق الدكتور أحمد العانى أكد خلالها أن المفكر العربى على محمد الشرفاء الحمادى يفتح أبواب الحوار والنقاش البناء من خلال دعوته الصريحة للعودة إلى الأصول الإسلامية الصحيحة واضاف أن آراء المفكر العربي على محمد الشرفاء تسلط الضوء على التحديات الأساسية التى تواجه الأمة الإسلامية وأثنى الدكتور أحمد العانى
على جهود الشرفاء فى تسليط الضوء على تحريف السنة النبوية وأثره السلبى على وحدة المسلمين وتضامنهم ويرى العانى أن الشرفاء يدعو إلى الحوار البناء من خلال العودة إلى الأسس الإسلامية الصحيحة من القرآن والسنة مما يساهم في بناء مجتمع اسلامى قوى بوحدة الصف والتضامن
ونشرت المجلة تصريحات للباحث والمتدبر المغربى فيصل بنفضيل أكد خلالها أن رؤية المفكر العربي على محمد الشرفاء تمثل دعوة مخلصة لإزالة الشوائب التى علقت بصورة الإسلام عبر العصور ونشرت المجلة مقالا للباحث محمد الشنتناوى تحت عنوان مقال المفكر العربى على محمد الشرفاء “الرسالة الحقيقية للإسلام دعوة للابتعاد عن الروايات المفتراة ”
دعوة للتأمل فى القيم القرآنية
…وفيما يلى نص مقال المفكر العربي على محمد الشرفاء الحمادى
“الرسالة الحقيقية للإسلام دعوة للابتعاد عن الروايات المفتراة ” :
نظر ًا لتشــويه الســنّة الفعلية، وإطلاق ُمسمى السنّة على الروايات المفتراة على الرســول، حدّثت الكوارث للمسلمين من تشرذم وتفرق، واقتتال بتعدّد المرجعيات وحلت البغضاء والكراهية بينهم
بدّلا من المودة والرحمة والتعاونِ، كما أمر اللهِ سبحانه بقوله
﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبَر وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) ( المائدة:2).
حدّثــت تلــك المآسي والكــوارث التي تســببت فيها الروايات المزعومة على الرســول ظل ًما وبهتان ًا، ذلك في الماضي ويســتمر ما حدّث إلى اليوم، تتوارث الأجيال المسلمة الســموم والأكاذيب نفســها على رسول اللهِ، وتستمر الدّماء ُتســ َف ُك والأطفال يتشردونِ، والنساء تســاق كالعبيدّ لســوق النخاســة والمتعة، حرموهم من إنســانيتهم، يســاقونِ إلى حتفهم ليقتلوا دونِ مبرر ويلبسونهم أحزمة التفجير معِ الأطفال ليقتلوا الأبرياء، ويقتلوا أنفسهم ذلك نتيجة ما زرعه بعض شيوخ الدين من أفكار ضالة مجرمة بالروايات الشيطانية في عقول المسلمين ، فأضلوهم واستدرجوهم بأعمال حرمها الله على الناس ليكونوا وقوداً في نار الجحيم.
الإرهاب المعاصر..داعش والتكفيريين وتشويه صورة الإسلام
فكم من دماء سالت؟ وكم من مدن دمرت؟ وكم من نساء ترملت بسبب تلك الروايات، وما أطلقوا عليها سنة مطهرة؟ واليوم تحدث تلك الجرائم باسم الإسلام من داعش والتكفيريين والإخوان والقاعدة وغيرهم من الذين يرفعون شعار الإسلام باسم الله أكبر، يقتلون الأبرياء يدمرون المدن ويشردون الأطفال. هل ذلك ما يريده المسلمون لتشويه صورة الدين الإسلامي والإضرار بمكانة الرسول عليه الصلاة والسلام؟ وتشويه سيرته العطرة؟ وتشويه صورة رسالة الإسلام التي تدعو للرحمة والإحسان والعدل؟
ولو أنهم اتبعوا ما أمر الله الناس في الكتاب المبين وسيرة الرسول وأفعاله وسلوكياته، لما حدثت للمسلمين تلك الكوارث منذ أربعة عشر قرنا إلى اليوم، ولكن أكثر المسلمين ما زالوا مصرين على أن الروايات المزورة والإسرائيليات والحكايات المنسوبة للرسول هي سنة الرسول يجب أن تتبع وهي المرجعية الشرعية للمسلمين. إضافة لذلك كان الرسول محمد عليه الصلاة والسلام يتصف بأنه قرآن يمشي تأكيداً على تطبيقه كل الصفات النبيلة، وعناصر الفضيلة في سيرته وتعامله مع الناس، ولذلك وصفه الله سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عظيم (القلم: 4) ، وقوله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رحمةُ لِلْعَالَمِينَ) ( الأنبياء: 107).
صفات الرسول الكريم ودعوته للرحمة والعدل في الاسلام
فهل من يمارس تلك الصفات سيدعو الناس لقتل الأبرياء أو الاعتداء عليهم أو إقصاء من يخالف دينه، أو عدم رد السلام على من يؤمن بدين آخر أو يعتدي على حقوق الناس أو يتكلم عنهم في غيبتهم أو يستولي على حقوقهم. تلك الصفات التي وصفها الله لسلوك رسوله تفرّق بين المسلم المؤمن وبين المسلم الذي يهتم بالشعائر فقط فيصبح مسلماً آسماً ويهمل اتباع الرسول في أخلاقياته ومعاملاته، والله سبحانه وصف المسلم بقوله: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا من دَعَا إِلَى اللَّه وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ) (فصلت: 33). لقد ارتبط القول بالعمل الصالح ، كما جاء في القرآن الكريم بأنه أداء فروض العبادات في أوقاتها وتحقيق غاياتها وفق مراد الله وتطبيق التشريعات الالهية والالتزام بالأخلاقيات في العلاقات الإنسانية واتخاذ الرحمة مبدءاً والعدل قاعدة أبدية والأخلاقيات سلوكاً ومعاملة بين الناس، وأداء العبادات وما تتطلبه من تأديتها في أوقاتها من صلوات وصوم وزكاة وحج بيت الله الحرام ، وليس المسلم من صلّى وحج فقط ، وأدى الزكاة ، ولكن من سعى لتحقيق مقاصدها كما قال الله سبحانه في القرآن الكريم: إِن الصَّلوةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ) ( العنكبوت: 45).
ذلك هو الهدف الأسمى لأداء الصلاة ، فاذا لم تكن الصلاة تنهى الإنسان بعد أداء صلاته عن المنكر فلا قيمة لصلاته ، لأنها لم تحقق الهدف منها بالامتناع عن الفحشاء والمنكر فليست الصلاة مجرد حركات رياضية ولكنها تأكيد من المصلي أنه على عهده مع الله بأن صلاته ستنهاه عن الفحشاء والمنكر وكل ما يغضب الله سبحانه سواء كان مع الله أو كانت مواقفه مع الناس كما قال الله سبحانه في شأن الزكاة: الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُشْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنَا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ ( البقرة: 262).
دور العلماء والدعاة في نشر الحق وإيصال رسالة الإسلام الصحيحة
فمن يؤدي فرض الزكاة وحتى يقبلها الله منه ويكافئه على تأديتها بالحسنات فعليه ألا يمن بها على الناس ، ولا يؤذيهم بالقول أو الفعل كما أن الله سبحانه يحذر دعاة الإسلام وشيوخ الدين والفقهاء من التعتيم على الناس بحجب حقائق وأهداف الآيات ومقاصدها من الخير والعمل الصالح للإنسان ، وما يكتمونه عن مراد الله في الآيات ويصرفون المسلمين عن التوجيهات الربانية في الذكر الحكيم الذي يحقق منافع للناس في الحياة الدنيا ويكسبهم رضى الله ، ليكافئهم في الآخرة جنات النعيم، يحذر الله المسلمين من أن يكتموا ما أنزل الله على رسوله الأمين من البينات والهدى حيث يقول الله سبحانه {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيْنَهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَبِ أُوْلَئكَ يَلْعَنهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنهمُ اللاعنُونَ ﴾ ( البقرة: 159) وقال الله سبحانه في تحذير آخر ، للذين يكتمون ما أنزل الله:{إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَبِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا أُوَلَئكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ ( البقرة: 174).
العواقب الوخيمة للافتراء علي الله ورسوله
فعلى المسلمين ، ألا يصدقوا كل الروايات المنسوبة للرسول والمزوّرة عليه من إسرائيليات وأساطير مكذوبة عليه ، سيتحملون وزر ما افتروا به على الله ورسوله يوم الحساب مسؤولية من نقلها أو روجها أو نشرها أو آمن بتلك الروايات ويكون مصيره اللعنة من الله ويلقى في جهنم ، وسيواجه يوم الحساب العذاب العظيم حيث يقول سبحانه:{قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾ ( يونس: 69) لذلك على المسلمين الاقتداء بسنة الرسول عليه السلام التى ذكرتها كثير من آيات القرآن الكريم بطاعة الله في تطبيق شرعته ومنهاجه كما قال الله سبحانه:{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُوا الله وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ ( الأحزاب: 21). والله يصف رسوله بقوله سبحانه: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولً مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ ( التوبة: 128).
وكما خاطب الله رسوله بدعوة المسلمين ليُحبّوا الله باتباع ما بلغهم به رسوله الأمين من آيات الذكر الحكيم بقول الله سبحانه: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحببكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}. (آل عمران: 31)
الطريق إلي رضى الله الالتزام بشرعة الله ومنهاجه
فالرسول عليه السلام يتمنى للناس جميعاً أن يكونوا مرضياً عنهم من الله سبحانه ، ويحبهم ليغفر لهم ذنوبهم ويرحمهم في الدنيا والآخرة ، ويبين لهم الرسول الطريق المستقيم ليحبهم الله، باتباع رسوله القدوة والنموذج ، الذي يطبق شرعة الله ومنهاجه في حياته وتعامله مع أقربائه وقومه وكل الناس بصفات المؤمنين الصادقين الذين جاء وصفهم في القرآن الكريم عبادة وأخلاقاً وتعاملا بما يرضي الله ، لأن الرسول عليه السلام حريص على عباد الله ، يرجو لهم الخير والصلاح ، ويبين لهم سبل الخيرات ويدعوهم إلى جنات النعيم في الآخرة ومن التزم بشرعة الله ومنهاجه في حياته واتبع كتابه سيجعله الله يعيش جنته وسعادته في الدنيا ، ويجزيه في الآخرة جنة النعيم خالداً فيها أبداً، ومن أعرض عن اتباع كتابه المبين سيجعله الله يعيش حياته في ضنك وشقاء وجحيم كما قال الله سبحانه {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) ( طه: 124) ، ويوم القيامة جزاؤه جهنم وبئس المصير.