في تصريح غريب الى وزير خارجية ايران السابق جواد ظريف حمل فيه الامريكان مسؤولية سقوط طائرة الرئيس الايراني، مما يريد ان يبين ان هناك عداء امريكي على مدى سنين ادى الى عقوبات منع بسببها وصول قطع الغيار للطائرات والاسلحة الاخرى التي غالبيتها امريكية الصنع والتي ورثها النظام من ترسانه الشاه العسكرية وتلك العقوبات هي السبب في سقوط الطائرة .. والمراد من هذا التصريح رساله ذات مغريين .. الاول نفي وجود تعاون عسكري بين امريكا وايران وخصوصاً خلال سنين الحرب العراقية الايرانية، في الوقت الذي اشار الصحفي الالماني بيتر شول لاتور Peter Scholl Latour الذي تعلم اللغة العربية في الجامعة الامريكية في بيروت في كتابة ( ان اللة مع الصابرين ) الذي يحتوي على 766 صفحة، والذي قال فية عندما غادر الخميني باريس متوجهاً الى طهران في فبراير عام 1979 كنت معة على متن الطائرة الفرنسية بوينغ 747 وعند هبوطها في مطار طهران تقدم لي صادق طبطبائي واعطاني ملف لونة اصفر وطلب مني مراجعته وكان الملف المبهم يحتوي على الدستور الايراني الجديد الذي تم الاعلان عنه بعد ثمانية اشهر .. وان صادق طبطبائي هو شقيق زوجة احمد الخميني نجل الخميني وصاحب اكبر فضيحة في مطار فرانكفورت اثر وجود حفنة من المخدرات في احد حقائبة وبسببها كشفت سلطات المطار زيارته الى اسرائيل في كانون الثاني من عام 1983 من خلال وجود ختم الدخول الى تل ابيب على جواز سفره بالرغم من وجود كليشة في الجواز الايراني بالسماح بالسفر لكافة دول العالم عدا اسرائيل وقد عرض الختم على ملاين الناس في التلفزيون الألماني. والذي تبين على اثرها فضيحة ايران كونترا حيث كان طبطبائي حلقة الوسط بين إيران وإسرائيل حول موضوع صفقة السلاح السرية من خلال علاقته المتميزة مع يوسف عازر الذي كانت له علاقة بأجهزة المخابرات الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي .. وكان اهم المواد التي تم توريدها في تلك الصفقة محركات لطائرات الهليكوبتر الامريكية الصنع التي كانت ترسل من امريكا الى تل ابيب ثم الى طهران .. وهذا ما يدل على زيف ادعاء ظريف بأن العقوبات الامريكية كانت السبب في سقوط طائرة الرئيس الايراني .. وهناك موقف اخر جاء في مذكرات فرح بهلوي في كتابها بعنوان (مذكرات ) الذي صدر باللغة الفرنسية عام 2003 وترجم في مصر عام 2010 .. أشارت فيه الى اجتماع مهم عقد في الرابع من شهر يناير / كانون الثاني من عام 1979 ضم قادة الدول الأربعة الكبرى جيمي كارتر رئيس الولايات المتحدة الامريكية، وجيمس كالاهان رئيس الوزراء البريطاني، والرئيس الفرنسي جيسكار ديستان، والمستشار الالماني الغربي هلمث شمث، في احد الجزر التابعة لفرنسا في المحيط الأطلسي وقرروا تغيير النظام في ايران، وذكرت مصادر عراقية مطلعة في حينه ان أحد القادة الأربعة وهو الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان نقل للقيادة العراقية، ان ايّام الشاه اصبحت بحكم المحدودة في ايران ونصح بصرف النظر عن استقبال الشاه اذا ما عزم زيارة العراق بناء على دعوة سابقة قدمت له، وتأكيداً لذلك ذكرت فرح ديبا في مطلع عام 1977 توقف كارتر في طهران وهو في طريقة الى الهند وأقيمت له حفلة غير رسمية بهذة المناسبة ( وقالت همس في أذني أثاء رقصه معي معبراً عن اعتزاز امريكا بحكم الشاه والعلاقة المتينة بين البلدين ومشيدا بصلابة النظام، وفي الوقت نفسة كانوا يتأمرون علينا ويدعمون الخميني في السر للوصول الى السلطة ) .. واشارت فرح بهلوي الى رفض كثير من الدول استقبال الشاه بعد الإطاحة بة في عام 1979 الى ان استقر بة الحال في القاهرة بحكم علاقته مع الرئيس انور السادات، وكان المرض الخبيث قد تفشى في جسده وادخل الى مستشفى القوات المسلحة المصرية للعلاج، وكان من بين الزوار الكاتب المعروف انيس منصور الذي يرتبط بعلاقة قوية مع الرئيس السادات، وطلب منه الشاه بعد تجاذب الحديث ان يخبر الرئيس السادات بعدم الثقة بالامريكان، وقال له ان كارتر كان يرقص مع زوجتي ويهمس في أذنها الكلام المعسول ولكنه كان يتآمر علينا من خلال الصفقات التي تمت في باريس لوصول الخميني الى السلطة .. مما يعني ان الاتصالات بين امريكا وملالي طهران كانت مستمرة قبل الثورة الايرانية، فضلاً عن الاتصالات المباشرة والمستمرة في سلطنة عُمان بين مسؤولين امريكان ومسؤولين ايرانيين بعد الثورة وعلى رأسهم علي باقري كني الذي يقوم اليوم باعمال وزير الخارجية بعد فراغ المنصب، وهذا التعاون المكشوف يؤكد ان الميه تكذب الغطاس فلا يخترع ظريف اكاذيب بان امريكا هي السبب في سقوط طائرة الرئيس فكلامه لا معنى له لان التعاون والتخابر بين امريكا وايران لم ينقطع وبات يعلمه القاضي والداني .. مما يعني ان المغزى الثاني من كلام ظريف ليس الا تذكير بعد فراغ منصب وزير الخارجية الذي يتطلع اليه بشغف من خلال رسالة الغزل للقيادة الايرانية الذي اراد من وراءها ان يقول ها انا هنا مستعد لاستلام المنصب واكون في طوع المتشددين ان ارادوا ذلك.