أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / مأساة / ملهاة تتكرر … الدكتور ضرغام الدباغ
الدكتور ضرغام الدباغ

مأساة / ملهاة تتكرر … الدكتور ضرغام الدباغ

من العجیب المدھش (ولیس عجیب إلا الشیطان الرجیم) أن قوى الاحتلال في العراق حتى بعد مرور نحو 20 ً عاما على احتلال البلاد ما تزال تنفذ عملیات إرھابیة وتضعھا على شماعة خصومھا، أو تنفذھا خدمةلأغراض سیاسیة، والعراق ملعب واسع ورحب لكافة أشكال الألعاب والتمثیلیات والتعقیدات والتدخلاتتسمح بتمریرھا لوقت طویل وبعد أن تكتشف الحقیقة یكون من خطط ومن نفذ العملیة الارھابیة قد أصبحفي الضفة الاخرى من النھر … وما ینفع أن تكشف أكل الدھر علیھا وشرب وأصبحت حقیقة لا قیمةلھا …؟

في أولى سنوات الاحتلال نفذت استخبارات قوى الاحتلال بضعة عملیات إرھابیة في البصرة القي القبض على الفاعلین بوقت قصیر قبل التنفیذ أو بعده، ولم یكن المنفذون سوى من جنود الاحتلال یریدون ثیاب نسائیة (العباءة)، أو عملیات نسف مفخخات تفجر بالرموت كونترول ، بأیدي عراقیین سذج لا یعلمون ما بأیدیھم وما یفعلون .

ولكن التخریب تطور ففي 22 / شباط / 2006 تم تفجیر المراقد في سامراء من قبل قوى احتلال، وبقصد) أنھا من ً فتیلھا ومضت تحصد أرواح الناس قبل أن یتبین(بالیقین إثارة الفتنة الطائفیة التي فعلا أشتعل تخطیط وتنفیذ أحدى قوى الاحتلال(الاستخبارات الایرانیة)، والأمریكان لم یشاؤا كشف الامر ولا
التحقیق، لأنھ قد یلحق الضرر بإحدى أطراف التحالف وھو أمر غیر مرغوب بھ في بدایة الاحتلال. ومع انتشار نفوذ قوى الاحتلال، وقد شعروا بقوة مقاومة الشعب العراقي بشكلیھا السلبي والایجابي، ومن أجل إتمام أھداف الاحتلال الإجرامیة، قامت قوى میلیشیاویة معروفة بتھریب أكثر من 500 سجین من سجن أبو غریب المحكم بتدبیر مخطط لھ من قبل قوى حكومیة، (عام 2014 (أعترف بھ وزیر عدل الحكومة، بعد ذلك دخل 150 مسلح وأحتل الموصل التي كانت یتواجد فیھا ثلاث فرق مدرعة وآلیة ومشاة، وقوة من الطیران العراقي الحربي، ولم یتم انسحاب منظم كما كان قد خطط لھ، بل أنسحاب عشوائي (ھروب)، وإخلاء للموصل. إذ كان لابد من ذریعة لتدمیر مدینة قدیمة عریقة ولھا تاریخ سیاسي وطني وعلمي ومعرفي، إرضاء لرغبات المتعطشین للدماء والتخریب، وأن مشروع استعادتھا (تحریرھا) سیدمر المدینة عن بكرة أبیھا ویقتل عشرات الألوف من المواطنین الأبریاء … وھو ما تحققوالنتیجة أن أفنیت مدینة، وقتل عشرات الألوف ولا یعلم أحد حتى الیوم كیف جرى ذلك … الملف ً فعلا تفوح منھ رواح ومؤشرات الجریمة المخططة، والأمریكان (رعاة حقوق الإنسان) یعلمون كل شیئ بدقة ً تامة، ولكنھم لم یحركوا ساكنا بل أیدوا مشروع التدمیر وساھموا فیھ، فكل عراق یقتل ھو مكسب لھم، وسیأتي الیوم الذي یشجعون أن یقتل العراقیون الشیعة بعضھم، وأن یقتتل الأكراد فیما بینھم ….!

مسكینة شعوبنا ….تصدق ما یقال لھا ..وتنفعل وتتحمس بسھولة وسرعة، ولكنھا تبرد بسرعة أكبر، الامریكان والاسرائیلیون درسوا طبیعة شعبنا، فیلعبون على التناقضات بمھارة عازف البیانو المحترف، وجماھیرنا الغفیرة الغفورة تصرخ وتزعق مع كل ضربھ على الوتر ینجم عنھا صیحة أستحسان أو أستنكار بصوت جھوري متشنج، وربما ترافقھا دبكات وھوسات شعبیة وھتافات وأحیانا قصائد شعبیة ملتھبة . ولكن ترى ھل یكلف أحدھم نفسھ لیتعمق بالسؤال .. لا بالطبع الآن ھو وقت الصیاح والصراخ.

ھل یسأل أحدھم نفسھ من قصف السفارة الامریكیة عشرات المرات …؟ من قصف مرات قاعدة عین ً الأسد ..؟، من الذي قصف مرتین مطار أربیل الدولي ..؟ من قصف منزلا في أربیل یعود لشخصیة لا علاقة لھا بالسیاسة (قصفت على انھا مقر للموساد)، ھناك یومیا أعمال قصف ونسف وتخریب في محیط المدن العراقیة والسوریة (دیر الزور ودرعا ودمشق)، صواریخ الكاتیوشا صارت لعبة یلعبھا كل من ھب ودب .. حتى الھواة في التخریب، وھناك بالطبع أخطاء في التسدید والتوجیھ ینجم عنھا كوارث .. لكن لا أحد یسأل، فیلق التضلیل موجود، لبث الغبار والضباب وكل ما یعمي الابصار ..ویمارس مھامھ بكفاءةأو أبتذال .. لا یھم، فنحن الیوم في قلب المرحلة الحرجة ….!

ما ھي مؤشرات المرحلة الحرجة … ً بعیدا عن الحروب الكلامیة والشوشرة والتھریج، مؤتمر جدة سجل نجاحا غیر مسبوق، ودشنت المنطقة عصرا جدیدا في العلاقة بین دول المنطقة والقوى العظمى، نحن لسنا مع أي قوة دولیة، نحن مع مصالحنا، وكفى لإثارة الفتن والحروب الطائفیة والعرقیة، المنطقة
مصممة على دخول العصر الجدید، وسنتجھ لتأمین مصالحنا مع أي قوة دولیة، بصرف النظر عن طبیعة التنافس الدولي الجدید … نحن مع مصالحنا ..!

بالمقابل مؤتمر طھران لم یحقق شیئا یذكر، الروس یعلمون ماذا یفعلون، وھم یخوضون حربا مصیریة، ولا یلتفتون إلى أھداف یعتبرونھا صغیرة … تعشعش في أذھان الفرس، أوھام السیطرة والھیمنة، وفاتھم أن یسألوا أنفسھم … بریطانیا وأمیركا وفرنسا لم تدبر أوضاعھا في المنطقة … معقولة أن یدبروھا ھم …؟
بمشروع سیاسي / ثقافي خرافي لا یقتع حتى الحمقى والمجانین، بافتصاد قائم على اللطش والتھریب،… بمشروع مقاومة مضحك لا یخدع حتى الأطفال … ً بجیش مھلھل لا یخیف احدا

یاتي قصف مقھى سیاحي في زاخو ومقتل 5 أشخاص كارثة لا تحتمل …! في ھذا السیاق، إثارة ما یمكن أن نعتبره عاصفة غبراء، محلیا تلھي الناس عن تسریبات المالكي التي یخطط فیھا صراحة لحرب دمویة، وخارجیا لفشل قمة طھران، لنفكر من ھو المستفید ولماذا … وسیتبین لنا الفاعل بسھولة، إنھا بقصد
إضعاف موقف تركیا بعد فشل مفاوضات طھران … واستباقا لحملة تركیة مرتقبة .. الشعارات كتبت بل كانت مھیئة، والتظاھرات والاحتجاجات، وإبداء القلق … وكأن ما یحدث في العراق وفلسطین وسوریة
ولبنان منذ 20 عاما لا یستحق القلق …

صحیح أن الناس یخدعون بسھولة … ولكن عمر الخدعة قصیر، قال إبراھام لینكون (الرئیس ال16 للولایات الأمریكیة) وھو أحد الحكماء النادرین من الرؤساء الأمریكان

” یمكنك أن تخدع كل الناس لبعض الوقت، وبعض الناس لكل الوقت،  لكنك لن تستطیع خداع كل الناس كل الوقت “.
وقالت العرب قدیما

” حبل الكذب والخدیعة قصیر “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *