أخبار عاجلة
الرئيسية / المرأة / “لقاء مع ميت” – الجزء الثالث مع إيمان وهمان

“لقاء مع ميت” – الجزء الثالث مع إيمان وهمان

 

،،اختلى عم الأبناء بأخيه لكي يمهد له رويدًا رويدًا ما حدث فى غيابه من تغييرات وما حدث من مشاكل للأبناء .. فصارحه برسوب ابنه في المدرسة..  ثار الأب وانفعل ونادى على ابنه وأخذ يعنفه بشدة، ثم انبرى يلوم الأم ويعنفها بشدة ،معتبرًا أنها السبب في رسوب ابنه نتيجةً للدلع الزائد عن اللزوم وترك الحبل له على الغارب .. حاول أخوه جاهدًا أن يهدأ من ثورته وطلب منه أن يستمع له لأن الآتى أكثر بلاءً .. وباختصار شديد صارحه أنّ “منى” تزوجت دون علم أحدٍ من الرجل الذى تستأجر من أسرته الحجرة التي تقطن بها، وبرر فعلتها بأنها صغيرة السن وتعيش وحدها فى القاهرة وأن الرجل استغل سذاجتها وضحك عليها .. وقبل أن ينطق الأب بكلمة بادره أخوه بأن يهدأ فقد زار الرجل وطلب منه أن يطلقها حتى تعود لتعيش مع إخوتها مرة أخرى في الإسكندرية لأن الزواج ليس به تكافؤ .. دارت الدنيا بالأب المسكين ولم ينطق بكلمة واحدة بل استسلم للأمر الواقع، وترك كل الأمور فى يد أخيه.

بالفعل سافر العم للقاهرة لتنفيذ الاتفاق بينه وبين الرجل الذى تزوجته ابنة أخيه، ولكن المفاجأة أن الابنة رفضت الطلاق بحجة أنها تحبه ولا ترغب في العودة مرة ثانية إلى بيت أهلها .

سافر الأب مرة أخرى ومرارة ما حدث في حلقه، وترك الوضع كما هو عليه بعد أن وعده ابنه “أمجد” بأنه سيعوض مافاته فى الدراسة، وأن يعتمد عليه كرجلٍ للبيت فترة غيابه .. و عاهدته الأم على أن تخبره بكل صغيرة وكبيرة تحدث فى غيابه.

 لم يلتزم “أمجد” بوعده ، وعاد إلى ما كان عليه بل أكثر من ذلك .. فقد أقام علاقة مع سيدة متزوجة تسكن معهم فى نفس الحي كان زوجها يمتلك ورشة لإصلاح السيارات ، وكان يكبرها في السن وهي تتمتع بقدر كبير من الجمال والحيوية ولكنها تكبر أمجد بكثير، وكان يذهب إليها باستمرار بعد ذهاب زوجها للورشة، وبدأ الناس في الحي يلاحظون تردده على مسكنها فتطوع أحدهم بأن أخبر أمه وكذلك نهره وهدده بأنه سيخبر زوجها .. خاف أمجد وابتعد عن تلك السيدة، رغم أنها كانت ترسل له مراسيل كثيرة، حتى يعود إليها لكنه خاف من العواقب خاصةً بعد أن تشاجر مع أمه وهددته بأنها ستخبر أبيه ..

مرت السنوات .. رزقت “منى” بولد من زوجها وكانت تحيا معه حياة قاسية بعد أن ذهب الحب أمام مشاكل ومصاعب الحياة.. لم تكمل دراستها الجامعية، واضطرت للعمل فى أكثر من وظيفة حتى تستطيع أن تنفق على ابنها وعلى نفسها لأن زوجها غير قادر على الإنفاق على بيتين وخاصةً أن لديه أربعة ابناء من زوجته الأولى.

أنهت “أمل” -الابنة الوسطى في العائلة- دراستها الثانويه لكنها في وسط هذه الأحداث لم تحصل على المجموع الكافي ليؤهلها للالتحاق بالجامعة التي ترغب بها، ولم تكن تتوافر في ذلك الوقت جامعات خاصة، لم تكن هناك سوى جامعة بيروت فطلبت من الأم أن تلتحق بها لكنها رفضت بشدة .. فالتحقت بأحد المعاهد، وتقدمت للعمل في إحدى شركات القطاع الخاص .. بعدها بعام حصل “أمجد” على الثانوية العامة وقُبل في كلية دار العلوم، لكنه رفض أن يلتحق بها وأصر على أن يدخل جامعة بيروت، وبكل بساطة وافقت الأم، وقد خلق هذا الموقف من الأم نوعًا من المرارة فى علاقتها بالابنة الوسطى “أمل” نتيجة للتفرقة المستمرة في المعاملة بينها وبين أخيها.

تمادى “أمجد” في علاقاته وامتدت بطبيعتها إلى داخل الجامعة.. ارتبط بفتاة من عائلة مرموقة .. فائقة الجمال، ولكنها كانت على غير دينه وأوهمها بأنه يحبها وسيتزوجها، وبنى لها قصورًا من الأوهام.. انتهز فرصة عيد الأم وقدمها لأمه، وطبعا أحضرت لها هدية فاخرة .. رحبت الأم بها مما جعل الفتاة تتمسك أكثر ب”أمجد”، ولكن أخته “أمل” نصحتها بالابتعاد عن “أمجد” لأنه لن يتحمل مسئولية الزواج بالإضافة إلى أنه شخص هوائي وأهوج، كذلك نصحها صديقٌ لأمجد  نفس النصيحة وأقنع الفتاة أن تعدل عن رأيها وتتمسك بأسرتها وتبتعد عن “أمجد” لتنقذ نفسها وتتجنب تلك الخطوة التى سوف تندم عليها كثيرًا.

بالفعل انتهت العلاقة بين “أمجد” والفتاة، واجتاز العام الأول في الجامعة بنجاح، وفي إحدى المناسبات العائلية التقى بفتاة اسمها “سهى” كانت تصغره بعامين وهى قريبة لوالدته ومن نفس العائلة .. كانت “سهى” تتمتع بجمال فائق ولها عينان زرقاوتان كزرقة السماء ورثتهما عن جدتها لأمها ..وكانت فائقة الطول بيضاء جميلة بمعنى الكلمة وكانت طالبة في الجامعة، ولكنها نشأت فى أسرة مفككة، فالأب والأم منفصلان، ولذا فقد تولت جدتها تربيتها ، وكانت الجدة طاعنة في السن، فلم تحسن تربيتها بل دللتها كثيرًا لدرجة الفساد .. سرعان ما نشأت علاقة بين “أمجد” و”سهى” وتعددت اللقاءات بينهما وتطورت علاقتهما، فكان يصطحبها إلى منزل صديق له من دمياط يستأجر شقة في “كامب شيزار”، ووقع الاثنان في المحظور .. وحدث ما لم يكن في الحسبان .. حضرت “سهى” ذات يوم وأخبرته بأن المصيبة قد حدثت وأنها حامل في الشهر الثاني .. لم يدرِ “أمجد” ماذا يفعل وشاركه صديقه في الأمر، فعرضا على “سهى” أن تذهب لطبيب متخصص فى عمليات الإجهاض في منطقة “بحري” واصطحباها سويًا إلى الطبيب، وبالفعل اتفقا على موعد العملية، ولم يكن من الصعب على “أمجد” الحصول على النقود من والدته ، فأوهمها أنه محتاج لمبلغ من المال للالتحاق بكورسات التقوية فى الجامعة، وهكذا أجرت “سهى” عملية الإجهاض.. وبعدها طلبت منه أن يفي بوعده ويتزوجها …

هل وفى “أمجد” بوعده لسهى وهل بدأ حاله ينصلح بعدما أخرجه الله من هذه المشكلة بسلام ..

سنعلم ما حدث في لقائنا في الحلقة القادمة .. تابعونا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *