تعقد في بروكسل، اليوم الخميس، قمة حلف الناتو وسط توقعات بأن يؤكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفاء واشنطن بالتزاماتها أمام الحلفاء مقابل رفعهم الإنفاق الدفاعي وانضمامهم للحرب على داعش.
من المنتظر أن تكون قمة حلف شمال الأطلسي المرتقبة “خاطفة”، إذ لن تستغرق جلستها الوحيدة التي ستجري على شكل عشاء عمل، سوى ثلاث ساعات، وستركز على بحث قضيتين أساسيتين هما: زيادة الإنفاق العسكري لأعضاء الحلف، ومكافحة تنظيم داعش الإرهابي، وتكتسب القضية الأخيرة مغزى خاصًا على خلفية العملية الإرهابية التي شهدتها مدينة مانشستر البريطانية قبل أيام قليلة.
تعد هذه أول قمة للحلف يحضرها ترامب، الذي كان وجه انتقادًا لاذعًا للناتو مطلع العام الحالي، واصفًا المنظمة بالمتقادمة لقلة اهتمامها بمكافحة الإرهاب، بحسب تعبيره. لكن ترامب سرعان ما غيّر موقفه، مؤكدًا في أبريل الماضي أن الحلف تكيف مع تحديات جديدة، منها تحدي الإرهاب، في حين أعلن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون عشية القمة في بروكسل، أن واشنطن تولي أهمية كبرى لانضمام الناتو للتحالف الدولي الذي يحارب “داعش” في سورية والعراق.
من جانبه، أكد ينس ستولتنبيرج، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، للصحفيين أن الحلف يبحث في فكرة انضمامه إلى التحالف الدولي، لكنه استبعد أي دور قتالي للحلف في إطار التحالف. بعبارة أخرى، لا يبدو الناتو مستعدًا في الوقت الحالي لأكثر من تنشيط تحليقات استطلاعية لطيرانه فوق الحدود السورية، إضافة إلى توسيع العمل على تدريب عناصر الجيش العراقي.
وفي هذا السياق قالت مصادر ديبلوماسية غربية: “حلف شمال الأطلسي كمؤسسة سينضم إلى التحالف… السؤال هو إن كان هذا مجرد تحرك رمزي استجابة للولايات المتحدة. فرنسا وألمانيا تعتقدان ذلك”.
من جهة أخرى، يعتزم الناتو زيادة النفقات العسكرية، وهي أحد المطالب الرئيسة لترامب الذي سبق أن أخذ على الحلف أن خمس دول فقط من جميع أعضائه “تنفق ما يجب عليها أن تنفق”، ودعا الحلفاء إلى تقاسم الأعباء الأمنية مع واشنطن.
وأشار ستولتنبيرج، إلى أن زيادة الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا في ظل توتر العلاقات الغربية مع روسيا “لا يغني عن ضرورة رفع الإنفاق العسكري للأعضاء الأوروبيين في الحلف إلى 2% من إجمالي الناتج الداخلي. ومن المتوقع أن تقبل دول الناتو على زيادة مشتريات للأسلحة والمعدات العسكرية، التي يصنع جزء كبير منها في الولايات المتحدة.
إضافة إلى المشاركة في قمة الناتو، سيلتقي ترامب في بروكسل رئيسي المجلس الأوروبي دونالد توسك والمفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، كما من المقرر أن يجري لقاء مع الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون.
وتلفت مشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قمة الناتو اهتمام المراقبين، وسط تأزم علاقات تركيا مع ألمانيا بسبب الخلاف حول قاعدة “إنجرليك” الجوية. كما تتخذ شرطة بروكسل إجراءات أمنية خاصة في محيط مقر إقامة الوفد التركي في العاصمة البلجيكية، لدرء صدامات محتملة بين معارضي أردوغان ومؤيديه.
وشهدت العاصمة البلجيكية الأربعاء مظاهرة احتجاجية ضد قمة الناتو وزيارة ترامب إلى البلاد، تحت شعار “ترامب غير مرحب به هنا”، شارك فيها نحو 9 آلاف شخص.