قصيدة ملـخص إنسـان
أتيتٌ الحياةَ بمقاديـرِ القَدرِ
وأُخـرِجت من الظلمـاتِ ببصرٍ ضعيفٍ
خُـروجي لكونٍ مُهِيبً مُخِيفِ
بعْدَ إطمئناني بعرشٍ أنيقٍ
عـرشٍ بحبـلٍ بـه أحـيا حُـراً
وكُـلُ أَمـانـِىَ تـَأتيني طـَوعــاً
ممـلـكـُـةٌ جـَميلــةٌ بـكـل ما فيهـا
عشتُ بـهـا ملكاً وبـدون قـوة
فنطفـةً فعلـقـةً فمضغـةً فعظـاماً
كـسـوناها لحمـا لـخلقٍ جديدٍ
أُخْرِجـتُ لضيقٍ بعـد سعـةٍ
بضَعـفٍ أكمـلـتُ حيـاتـىِ ببصـرٍ وغفـلـةٍ
أسـرعـتُ لألـحقَ سـراباً بقيعةٍ
وكـنـُتُ كوحشِ البـريـةِ أســداً
أسعـى بقـوةٍ متفـاخـراً بنصـرٍ
وكـُنـَا ظـَمـَأى بشـهـوةٍ لـمجـدٍ
وبـعـدمـا كـنـُتُ ملـكـٌـاً بحـبـلٍ
أصبحـتُ عـبـداً بمـالٍ وفخرٍ
فـرِحاً بغـيثٍ بـهِ كـنتُ أحـَيـا
فصـار نبـاتـى يهـيجُ صـفـَـاراً
فـصـَـار حـُطـَـامُــاً ومـازلـتُ حـيـاً
نسيتُ أنِّي ببصـرٍ ضـعـيفٍ
ولأمـر رَبـى دومـٌـاً كـنـُتُ أَحِيـدُ
وكـُشـفَ غطـائـي فبصـري حـَديِـدُ
ورأيتُ الأمـورَ كـُلـهـَـا مـن جـَديـدِ
وربـي إلـى كـقـربِ الـوريــدِ
يـاليت ليت تـفيـد بـِشـئٍ
فنـِلـتُ جـزائـي بسـوئي وجـهـلـي
وتــركـْتُ خـلْفـي إرثاً لـِخـَلَـفـِـي
فـيالـيـِتني راجـعــاً لـَهٌـم مـن جَـَدِيـدِ
لنُصـحِي لنفـسي ولـَهـمْ بالـوَعيـدِ
ولـكـنَّ خَـلَفـِي لأِثـري يـَسِـيـرُ
فـَيـَالـِتَ نـَاصحـاً لـَهـُـم بالمَزيدِ
لـِيـحـيـُوُْ ببصـيـِـرَةٍ كـَغـِيري يـَعِيشُ
وَلـيـس َ ببـصــرٍ مْـثـليِ ضــعـيفُ
فيَا من كـُـنـتُ حيــاً عش ببـَصـيـِرةٍ
لـربً إِلـيـِـكَ كَــقُــربِ الـوريــدِ
كـَلـِمـَات الـدكـُتور / سعيد حسانين الشنباري