أخبار عاجلة
الرئيسية / عربي / قتال عنيف في محيط القصر الرئاسي .. مقتل أكثر من 270 مدنياً في معارك السودان

قتال عنيف في محيط القصر الرئاسي .. مقتل أكثر من 270 مدنياً في معارك السودان

الخرطوم: أكد الجيش السوداني تصديه لعناصر الدعم السريع صباح اليوم الأربعاء بعدد من المواقع بمحيط القيادة العاصمة في قلب الخرطوم، مشيرا إلى تكبيدهم خسائر مادية.

وذكرت نشرة صادرة عن الجيش السوداني اليوم أن قوات الدعم السريع هاجمت قيادة قوات الحرس الجمهوري بالقصر الرئاسي في قلب الخرطوم وأن الجيش تصدى لها، كما قامت بنهب أحد فروع البنك المركزي في العاصمة وإضرام النار فيه.

وأكد الجيش استعادة الأموال المنهوبة والتي وصف كميتها بـ”الطائلة”.

وأكد الجيش السوداني أن قوات الدعم السريع وضعت يدها منذ اندلاع التمرد على عدد من المقرات الحكومية “مجلس الوزراء، وزارة الداخلية، السجل المدني”.

وأشار إلى استغلالهم لتلك المرافق في إدارة أنشطتهم القتالية بجانب استيلاء تلك القوات التي وصفها بـ”المتمردين” على عدد من مخازن السلاح من مراكز الشرطة بجانب التعدي على مقار البعثات الدبلوماسية.

وفي بيان، قالت قوات الدعم السريع السودانية إنها وافقت على هدنة جديدة لمدة 24 ساعة بدءا من الساعة السادسة مساء اليوم (1600 بتوقيت غرينتش).

بريطانيا تبحث مع مصر والإمارات حل النزاع بالسودان
أعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، الأربعاء، أنه بحث مع نظيريه المصري والإماراتي سبل العمل بشكل جماعي لحل النزاع في السودان.
وقال كليفرلي على تويتر: “إراقة الدماء في السودان لا يمكن أن تستمر. المملكة المتحدة تدعو إلى وقف فوري للقتال ولوقف دائم لإطلاق النار”.
وأضاف: “اليوم، بحثت مع وزيري خارجية مصر (سامح شكري) و الإمارات (عبد الله بن زايد آل نهيان) سبل العمل بشكل جماعي لحل النزاع”، دون مزيد من التفاصيل.

مقتل أكثر من 270 مدنياً في معارك السودان

قُتل أكثر من 270 مدنياً في المعارك الدائرة في السودان منذ السبت بين الجيش وقوات الدعم السريع، بحسب ما أعلنت الأربعاء سفارات الدول الغربية في الخرطوم في بيان مشترك، محذّرة من أنّ هذه ليست سوى “حصيلة مؤقتة”.

وقالت البعثات الدبلوماسية الـ15 ومن بينها خصوصاً سفارات الولايات المتّحدة والاتّحاد الأوروبي والنرويج إنّ “الحصيلة مرتفعة” ويجب على طرفي القتال أن “يوقفوا الأعمال العدائية فوراً وبدون شروط مسبقة”، محذّرة من أنّ المعارك الضارية المتواصلة تتخلّلها “هجمات تستهدف المدنيين والدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني”.

ويُخشى من أنّ الحصيلة الفعلية للقتلى أعلى بكثير إذ إنّ العديد من الجرحى لا يمكنهم الوصول إلى المستشفيات.

وصدر البيان بتوقيع سفارات الدول الآتية: كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وهولندا والنرويج وبولندا وكوريا الجنوبية وإسبانيا وسويسرا والسويد وبريطانيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى بعثة الاتّحاد الأوروبي في السودان.

وأعربت السفارات عن أسفها لأنّ المعارك الدائرة “أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، وهي تعرّض الشعب السوداني والدبلوماسيين وطواقم الإغاثة الإنسانية للخطر بشكل متهوّر”.

وفي بيانها قالت السفارات إنّها “تدين بصورة قاطعة وبأشد العبارات استمرار” المعارك بين الجيش بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي”.

ولفت البيان إلى أنّه مع دخول القتال بين الطرفين يومه الخامس “يواصل الناس في جميع أنحاء السودان الاحتماء حيث هم، خوفاً على حياتهم، في ظلّ نفاد مخزوناتهم من الوقود والغذاء والأدوية والمياه”.

وأضاف “يجب على القادة العسكريين السودانيين الدخول في حوار بدون تأخير”.

ودعت السفارات القوات المتحاربة “إلى التقيّد الصارم بالتزاماتها بموجب القانون الدولي بحماية المدنيين والدبلوماسيين والطواقم الإنسانية”.

وأكدت السفارات في بيانها “وقوفنا إلى جانب الشعب السوداني في دعواته من أجل مستقبل سلمي وعادل وحرّ”.

معظم مستشفيات الخرطوم خرجت من الخدمة

تسبب القتال المتواصل في السودان في توقف 39 من إجمالي 59 مستشفى وعيادة بالعاصمة الخرطوم عن تقديم الخدمات للمرضى، حسبما ذكرت اللجنة الطبية السودانية اليوم الأربعاء.

وأضافت اللجنة أنه تم قصف بعض المستشفيات، في حين تعرض البعض الآخر للهجوم والنهب. ودعت اللجنة إلى “التدخل السريع” لحماية الطواقم الطبية والمرضى.

 وتم بالفعل إجلاء أشخاص من عدد من المستشفيات خلال الأيام القليلة الماضية. وأصبحت مستشفيات عديدة الآن بدون كهرباء أو أدوية أو مياه شرب أو غذاء، بحسب اللجنة. كما تضررت مستشفيات الأطفال أيضا.

 وتعرضت العاصمة السودانية لغارات جوية في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء، بعد فشل وقف لإطلاق النار جرى اقتراحه بعد أربعة أيام من القتال، بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وكان اتفاق وقف إطلاق النار الذي باء بالفشل أمس هو ثالث محاولة للتوصل لاتفاق بين الحاكم الفعلي للبلاد الفريق عبد الفتاح البرهان ونائبه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، لوقف الأعمال العدائية.

وأعلنت قوات الدعم السريع الموافقة على هدنة لمدة 24 ساعة تبدأ من الساعة السادسة من مساء اليوم الأربعاء وحتى السادسة من مساء غد الخميس.

وقالت في منشور عبر حسابها بموقع “فيسبوك” اليوم ، :”نؤكد التزامنا التام بوقف كامل لإطلاق النار ونأمل أن يلتزم الطرف الآخر بالهدنة حسب التوقيت المعلن”.

ولم يتم تأكيد موافقة الجيش السوداني في البداية على وقف إطلاق النار.

 ويحاول الوسطاء الدوليون منذ أيام دفع طرفي الصراع إلى الموافقة على وقف لإطلاق النار لفتح ممرات إنسانية.

وأسفر القتال عن مقتل 270 شخصا وإصابة 2600، بحسب الأمم المتحدة.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أمس الثلاثاء، إن عمليات القصف في السودان خلفت آلاف المدنيين المحاصرين في منازلهم.

وقال تورك في جنيف اليوم إن الكثيرين باتوا بلا كهرباء ولا توجد لديهم أية وسيلة للحصول على الطعام أو الماء أو الدواء.

 وأصيب مدير المكتب الإنساني التابع للمفوضية الأوروبية بعيار ناري في السودان، حسبما أكدت متحدثة باسم المفوضية اليوم.

وقالت المتحدثة للصحافيين في بروكسل “أؤكد أن هذا الحادث المؤسف قد وقع”، دون أن تدلي بمزيد من التفاصيل بشأن وضع المسؤول ومكانه.

 وذكرت المفوضية أن الإجراءات الأمنية للطاقم الموجود على الأرض “يجري تقييمها فيما نتحدث الآن” ولم يتم إجلاء طاقم الاتحاد الأوروبي “حتى الآن”.

كان الطرفان قد أعلنا التزامهما بوقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة أمس الثلاثاء لكن مراسلا لرويترز في الخرطوم قال إنه سمع أصوات إطلاق النار من دبابات بعد موعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وسُمع في وقت سابق اليوم دوي قصف مستمر وانفجارات عالية في وسط الخرطوم بالمنطقة المحيطة بالمجمع الذي يضم القيادة العامة للجيش وكذلك حول المطار الرئيسي للبلاد، الذي جرت معارك ضارية بين الجانبين للسيطرة عليه وخرج من الخدمة منذ اندلاع القتال في مطلع الأسبوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *