الأزمة التى يمر بها حاليا عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقى لكرة القدم فيما يتعلق بتحويله للنيابة من جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية فى مصر، ليست الاولى التى تتفجر داخل جدران الكاف ممثلا فى رئيسه العجوز، فعلى مدار السنوات الطويلة ومنذ تولى الثعلب الكاميرونى المسئولية من زهاء 30 عاما، وهناك دائما حالة احتقان بينه وبين عدد لا بأس به من الدول العربية سواء على مستوى المنتخبات او الأندية.
لا تزال ذاكرة التاريخ تعيد للأذهان الأزمة التى صدرها الاتحاد الافريقى فى عملية تصنيف المنتخبات قبل قرعة تصفيات المونديال ، فبعد الإشارة الى وجود مصر فى التصنيف الأول جاء ليلعق كلامه بل وروج الى قيام الاتحاد الدولى بإعادة التصنيف مرة أخرى ولكن فى النهاية وضع الفراعنة فى المرتبة الثانية فى مفاجأة غير سارة وظالمة .
وربما ليس بعيدا عن الأذهان معركة حياتو مع المغرب التى طلبت تأجيل بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة، بسبب انتشار فيروس الإيبولا لكنه قاوم ذلك بشدة، وحمل على عاتقه إيجاد دولة تقبل التنظيم ، رغم ضيق الوقت الفاصل بين اعتذار أسود الاطلسى رسميا فى نوفمبر 2014 وموعد الافتتاح فى يناير 2015، وشرع فى فتح قنوات اتصال مع عدد من الدول لكن الردود جاءت بالرفض، فلم يجد سوى الاستنجاد بإحدى دول الغرب الأفريقي.
وقد طار إلى غينيا الاستوائية ليتفق مع رئيسها على تنظيم البطولة، قبل أن يستدير لإدارة معركته مع البلد العربي، من موقع القوى فيوقع على المغرب عقوبات مجحفة كانت كفيلة بالقضاء على أجيال كروية كاملة هناك، لولا قرار محكمة التحكيم الرياضى الدولية بإلغاء العقوبات.
ولا يزال التاريخ يذكر أيضا محاولته قبل حوالى عشرة أعوام لنقل مقر الاتحاد من مصر التى تستضيفه منذ أن ساهمت فى إنشائه عام 1956 بالاشتراك مع السودان وإثيوبيا، بدعوى الصعوبات التى يواجهها جراء عدم تعامل الحكومة المصرية مع الاتحاد على أنه منظمة دولية لها حق التمتع بعدد من الامتيازات، منها الإعفاء من الضرائب والجمارك، إضافة إلى عدم إبرام اتفاقية التأسيس مع الاتحاد مثلما يحدث مع كل المنظمات الأخري، وهى الأزمة التى احتواها رئيس الحكومة وقتها أحمد نظيف باستقبال حياتو وتنفيذ طلباته.
كما دخل الكاف أيضا فى أزمة مع الاتحاد التونسى فى أعقاب خروج نسور قرطاج من دور الثمانية لنهائى كأس أمم أفريقيا الأخيرة أمام غينيا الاستوائية، بعد احتساب الحكم ركلة جزاء غير صحيحة، حيث شن المسئولون والإعلاميون التوانسة حملة ضد حياتو وفساده، فى حين بادر الأخير بتوقيع غرامة مالية ضخمة على منتخبها الوطني، ومطالبة الاتحاد التونسى بتقديم رسالة اعتذار للكاف أو مواجهة عقوبات إضافية على الأندية والمنتخبات التونسية، الأمر الذى رفضه المسئولون لتتجه الأمور نحو الاشتعال الا أن ادارة الاتحاد نجحت فى نزع فتيل الأزمة والجلوس وجها لوجه لتصفية الخلاف.
وعلى صعيد حقوق البث التليفزيونى تسبب حياتو ورجاله فى أزمة للاتحاد المصرى ولوح بسلسلة من العقوبات المالية وأيضا الإيقاف بعد أن أذاع التليفزيون المصرى مباراة الذهاب بين مصر وغانا فى الدور النهائى من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 والتى أقيمت فى كوماسي، بحجة عدم امتلاكه لحقوق بث المباراة.
ولم تكن الأندية المصرية بعيدة عن مسلسل مشاكل الاتحاد الإفريقى الذى صدر لها أيضا أكثر من أزمة، فى مقدمتها قصة نادى القرن والخلط الذى حدث بشأنه ومن يستحقه، هل الزمالك ام الأهلى خاصة بعد أن منحه الكاف للأخير، مما دفع الأبيض الى فتح الملف مجددا على خلفية احتساب الاتحاد بطولة كأس الأفروآسيوية إلى بطولات الأهلى القارية، ليتزعم أندية العالم كأكثر الفرق فى العالم حصدا للألقاب القارية.