أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / حراك طلاب الجامعات الامريكية انساني وليس اسلامي

حراك طلاب الجامعات الامريكية انساني وليس اسلامي

بقلم : طلال بركات

انتشرت كثير من الفديوات التي تبين مدى كثافة الحراك الطلابي في اكثر من اربعين جامعة امريكية ضد ما يحصل من مجازر في غزة، وايضاً شارك في ذلك الحراك كثير من اطياف المجتمع الامريكي ومنهم اليهود، حتى بات هذا الامر مقلقاً للحزب الديمقراطي وما له من تأثير على الانتخابات القادمة وهبوط فرص فوز الرئيس بايدن على مستوى الاستطلاعات.

واليوم نشر فديو جديد للمظاهرات الطلابية في احد الجامعات الامريكية يظهر فيه رفع اعلام حزب الله وسط تلك التظاهرات وشعارات لحركة حماس والاكثر من ذلك قيام بعض الملتحين باللباس الاسلامي وهم يقيمون الصلاة في الشوارع وسط ذهول المتظاهرين.

والسؤال هنا هل هذا الاختراق عفوي لغرض شو اعلامي أم المقصود منه افشال ذلك الحراك، لان كما معروف حراك طلاب الجامعات الامريكية له بعد سياسي وبعد انساني .. البعد السياسي يمثل الوعي المجتمعي للشعب الامريكي الذي احس انه كان مخدوع على مدى عقود بسبب الاعلام المظلل.

اما البعد الانساني فهي بمثابة صرخة ضمير يطلقها النخبة من الجيل القادم لقيادة الولايات المتحدة الامريكية وهم يعترضون على ما يحصل من مآسي في غزة بالشكل الذي يتنافي مع الارث الديمقراطي ومبدأ الحريات التي احتلت امريكا من اجله العديد من الدول ومنها العراق بحجة محاربة الدكتاتورية ونشر الحريات واعلاء مفاهيم الديمقراطية واذا بهم يجدون شعوب تباد بسلاح امريكي نابع من تأييد سياسي مراوغ هز الضمير العالمي نتيجة بشاعة جرائم الابادة وما يصاحبها من كذب وخداع وفق مسميات اصبحت لم تعد تنطلي على احد.

مما يعني ان حراك الطلاب في الجامعات الامريكية هو الدفاع عن الارث الذي تأسست بموجبة الديمقراطية ورفض سياسات القمع والاعتقال فضلا عن بشاعة مناضر الابادة الجماعية التي هزت الضمير الانساني، مما يعني لا علاقة بالاديان والمعتقدات بهذا الحراك وانما رد فعل مناوئ لسياسات واساليب قمعية تخالف مبادئ الديمقراطية التي تربى عليها الشعب الامريكي.

واذا بوسط هذة المفاهيم نشاهد حراك لمجاميع معينة ترفع شعارات معادية لليهود والسامية والقيام بتوزيع المصاحف باللغة الانكليزية وتحول الحراك الى الدعوة للاسلام وسط مشهد غريب لطلاب الجامعة بالشكل المستفز للمبدأ الذي قام من اجله الحراك الطلابي الرافض للمجازر الانسانية الحاصلة في غزة.

لمصحة من اقامة هذة الخروقات التي تتنافى مع طبيعة التعاطف الشعبي وفق البعد الانساني، الذي بالتأكيد سوف يولد رد فعل سلبي قد ينقلب عكسياً على نتائج هذا الحراك وسوف يتم تراجع كثير من التأييد الشعبي الامريكي والعالمي نتيجة تلك الاستفزازات الذي كان من الاولى دعم ذلك الحراك وجعله يتنامى من اجل ان يصب في مصلحة القضايا العربية بدلاً من هذة الخروقات اللامسؤولة التي تقضي على التعاطف الامريكي مع قضايانا المصيرية بعد الفرصة التي توفرت للعرب الامريكيين لتشكيل لوبي عربي قد يراهن علية القوى المتنافسة لحسم الانتخابات في الولايات الامريكية المتأرجحة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *