أعدت صحيفة “تليجراف” البريطانية، تقريرا حول عزم رئيس الوزراء الإيطالي، باولو جينتوليني، مناقشة أزمة المهاجرين وأفضل السبل الممكنة لوقف تدفقهم إلى السواحل الإيطالية مع رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أثناء المقابلة المحددة يوم الاثنين المقبل، وإسناد دور لليبيا، التي مزقتها الحرب، لمشاركتها في تلك المهمة.
وقالت الصحيفة إن جينتوليني، يتجه لاتخاذ نهج أكثر واقعية تجاه ليبيا، خاصة في ظل إدراكه لحكم التغير في موازين القوى على أرض الواقع في ليبيا وحصول اللواء السابق في الجيش الليبي، خليفة حفتر، على الدعم من روسيا، وإعلانه تشكيل جيش ليبي لمواجهة الإرهابيين.
ولفتت الصحيفة إلى زيارة الخليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، لموسكو مرتين العام الماضي، وتمت استضافته مؤخرا على متن حاملة طائرات روسية، مما أثار التكهنات بأن روسيا ستقوم بدعمه للحصول على السلطة في ليبيا في مواجهة الحكومة التي تدعمها الأمم المتحدة.
وأكد متحدث باسم قوات حفتر الأسبوع الماضي، أن عشرات من المقاتلين التابعين تم نقلهم لتلقي العلاج في موسكو في أحدث علامة على تعميق العلاقات مع الكرملين.
وقال مصدر بالحكومة الإيطالية، إن بلاده ترغب في الحديث مع جميع أصحاب المصلحة في ليبيا بما في ذلك الروس في محاولة لتحقيق الاستقرار في البلاد، وهي العملية التي من شأنها أن تساعد على كبح جماح الهجرة ووقف زحف المهارجين عبر البحر المتوسط.
وأضاف المصدر الإيطالي، قائلا: “تلعب روسيا دورا فاعلا أكثر فأكثر في جميع أنحاء البحر المتوسط، وتفضل إيطاليا دائما اتباع نهج عملي تجاه روسيا، في حين أن بعض البلدان الأخرى تتخذ دائما نهجا عقائديا”.
وقالت السفارة الإيطالية في لندن: “الاستقرار في ليبيا هي واحدة من أهم أولويات السياسة الخارجية الإيطالية. تحقيقا لهذه الغاية نحن نتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وشركائنا الرئيسيين، مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة. ونرى أيضا أنه من الضروري التعامل مع جميع اللاعبين الذين يمكنهم المساعدة في تحقيق هذا الهدف، بما في ذلك روسيا “.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن أكثر من 181 ألف مهاجر وصلوا إلى السواحل الإيطالية العام الماضي فقط، ومن المتوقع أن تزيد أعداد المهاجرين في المستقبل في حال استمرار الأوضاع كما هي في ليبيا.