خاص/ أوروبا اليوم
من أهم الاحداث التي شغلت الرأي العام العربي والدولي منذ أكثر من عقدين ولا زالت نتائجها وتداعياتها تهز استقرار الدول العربية وتهدد الامن والسلام الإقليمي والدولي، هي قضية احتلال العراق وما نتج ازمات وكوارث يعاني منها شعب العراق يومياً. فقد تحوّل العراق بفعل الاحتلال من دولة مستقرة ذات سيادة ومؤسسات يأمن فيها المواطن على نفسه وماله وعمله ، ويتمتع بحقوق الانسان الاساسية وفي مستوى جيد من التعليم والصحة والعيش الكريم ، الى ساحة من الفوضى والإرهاب والقتل وبات دولة فاشلة لا يحكمها قانون او نظام ، تنتهك فيها الأعراض والقيم والحقوق ، وتتحكم فيها ميليشيات مسلحة وأحزاب وعصابات يقودها تحالف طائفي فاسد تحت ما يسمى الإطار او تحالف ادارة الدولة في سابقة غير مألوفة لإدارة الدولة من قبل هذه المجموعة التي ساهمت في انتشار ظاهرة الفساد وترسيخها حتى اصبحت السمة الابرز في سياق العملية السياسية الفاشلة ، والتي كانت نتيجة سياسات وقوانين وضعها المحتلون تسهل ممارسة الفساد بكل أنواعه المالي والسياسي والاداري والاخلاقي الذي ابتلع ثروات العراق وانتهك حقوق الناس ، وفكك اواصر المجتمع ونسف منظوماته القيمية.
إن مثلث الفساد والظلم والاجتثاث الذي قامت عليه العملية السياسية يمثل أعلى درجات انتهاك حقوق الانسان ، وكان أحد الدوافع الاساسية وراء ظهور حركات الارهاب والجريمة والتخلف وسبب أساسي لانهيار الدولة ومؤسساتها. ولمواجهة هذا الواقع المرير فإن قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي يضع مشروعه الوطني للحل الشامل لقضية العراق الذي يضمن عودته دولة حرة مستقلة كاملة السيادة تتعامل بإيجابية مع كافة الدول وتحقق التوازن في العلاقات الدولية بما يحفظ الامن والسلم الإقليمي والدولي والمصالح المتبادلة والمشروعة في هذه المنطقة الحيوية ووفق القانون الدولي.
إن التجربة التاريخية أثبتت إن عراقاً موحداً مستقراً وقوياً بنظام وطني ينتهج سياسة معتدلة ومتوازنة ومنفتحة على العالم، قادر على توفير الامن وتطوير الاقتصاد وفق أسس العلم والتكنولوجيا الحديثة، وعلى تحقيق المساواة وتوفير الحرية والعدالة واحترام حقوق الانسان ، ويمتلك قراره المستقل ، سيكون من مصلحة دول المنطقة والعالم . ويشكل عامل استقرار وسلام وبناء.
مشروع الحل الوطني الشامل
المبادئ العامة:
أولاً: فضح أدوات الاحتلال بمختلف الوسائل وبخطاب سياسي وإعلامي مؤثر ، وبتشكيل مجاميع من الشباب لقيادة تحرك جماهيري واعي يستند الى خلفية فكرية وثقافية وطنية جديدة مناهضة لتيارات التجهيل والتخلف والفساد والإفساد ويستنهض المثقفين والمفكرين العراقيين والعرب والاصدقاء في العالم لتفكيك منظومات الاحتلال وهياكله وتعريتها بحقائق وأرقام ووثائق.
ثانياً: بناء استراتيجية وطنية وعربية ودولية لإنهاء الاحتلال الايراني للعراق ، ومحاربة قوى الارهاب والطائفية التي تمثلها داعش والحركات التكفيرية المتطرفة من جهة ، والميليشيات المسلحة من جهة ثانية.
ثالثاً: التواصل مع الدول العربية لاستصدار قرار من الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي يلزم إيران بإنهاء تدخلها في العراق والكف عن تهديداتها وتدخلاتها في شؤون الدول العربية الاخرى.
رابعاً: تشكيل فريق قانوني عراقي وعربي ودولي فاعل ومؤثر للتواصل مع الجهات الدولية ذات العلاقة لوضع الميليشيات المسلحة المرتبطة بإيران وبأحزاب السلطة الطائفية في العراق على قائمة المنظمات الارهابية وملاحقتها بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ولكونها تمثل الوجه الآخر للإرهاب الذي فاق بجرائمه داعش والقاعدة وبات مصدر تهديد لأمن واستقرار الدول العربية ودول العالم.
خامساً: تشكيل هيئة من الشخصيات الوطنية العراقية للتحرك على الدول العربية والاجنبية خاصة الولايات المتحدة الامريكية والدول دائمة العضوية في مجلس الامن وغيرها للتحاور معها بالحقائق والارقام التي تثبت حقيقة الوضع المأساوي الذي يمر به العراق بعد الاحتلال الامريكي وبسبب الهيمنة الايرانية على العملية السياسية التي تديرها الاحزاب الطائفية والعنصرية.
سادساً: الدعوة لعقد مؤتمر وطني عراقي بضمانات عربية ودولية ملزمة ، تحضره جميع القوى والشخصيات العراقية التي تتفق على مبادئ هذا المشروع لتتخذ قرارات شجاعة وجريئة ، لإجراء تغيير جذري في العملية السياسية ، والبدء بمرحلة انتقالية جديدة لمدة زمنية محددة.
واليكم البيان كاملاً: