يوم الاثنين الماضى وعلى مدى ثلاث ساعات خضع رئيس الوزراء الإسرائيلى بينامين نيتانياهو للتحقيق من قبل رجال الشرطة بتهمة الحصول على رشاوى من رجلى أعمال ، وسوف يخضع نيتانياهو للتحقيق مرة أخرى فى القريب العاجل .
وهى ليست المرة الأولى التى يتم فيها التحقيق مع نيتانياهو ففى عام 2012 تم التحقيق معه من قبل فريق خاص من مكتب مراقب عام الدولة فى القضية التى اشتهرت إعلامياً باسم « بيبى تورز « وكانت هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها التحقيق مع نيتانياهو فى قضية بدأت عام 2011 حول كيفية تمويل رحلات نيتانياهو وزوجته سارة المتعددة والباهظة التكاليف للخارج وهوية المتبرعين بتمويل تلك الرحلات وطريقة تحويل الأموال وتغطية تكاليف الطيران وإقامة الزوجين وولديهما فى الفنادق الفاخرة بالخارج .
وفى بداية العام الماضى قام مراقب عام الدولة فى إسرائيل المحامى يوسف شفيرا بزيارة رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو فى مكتبه لسماع أقواله فى قضية بيبى تورز التى وقعت أحداثها قبل خمسة أعوام ، محامى أسرة نتانياهو ويدعى يعقوب فاينروت أكد خبر الاستماع لأقوال رئيس الوزراء لكنه لم يفصح عن أية تفاصيل أخرى وتتعلق القضية بقيام رجال أعمال بتمويل رحلات طيران نتانياهو وزوجته سارة للخارج وأيضا التكفل بنفقات الإقامة بالفنادق الفاخرة فى عدة دول خاصة فى الفترة التى تولى فيها نتانياهو منصب وزير المالية وعضو كنيست فى الفترة من 1999 – 2008 وفى ديسمبر من عام 2012 أرسل مراقب عام الدولة كل المستندات والوثائق التى جمعها حول هذه القضية إلى المدعى العام ، ولا يقتصر الأمر على نيتانياهو فقط فزوجته سارة تحوم حولها شبهات بمخالفة القانون الإسرائيلى وإخفاء مئات الهدايا التى حصلت عليها هى وزوجها خلال فترات تولى نيتانياهو رئاسة الوزراء .
وطبقا لما هو منسوب لسارة فقد قامت بإخفاء هذه الهدايا لدى ملياردير مقرب من الزوجين، وقد انكشف أمر وجود هذه الهدايا فى قبو بمنزل الملياردير عقب بعض الترميمات التى أجراها عمال في المنزل، وكان القبو الذي خزنت فيه الهدايا مغلقا وبموافقة ذلك الملياردير تم السماح للعمال بالدخول من أجل القيام بالعمل حينها تم اكتشاف الهدايا المسجل على بعضها اسم نيتانياهو وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن سارة نيتانياهو استمرت في الولايتين الأخيرتين لنيتانياهو كرئيس للوزراء في إخفاء الهدايا التي حصلت عليها هى وزوجها رغم أن القانون يلزمها بتسجيل
وحفظ هذه الهدايا فى مقر رئيس الوزراء والتحقيق المشترك الذي نشرته صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية بالتعاون مع موقع «ميديا بارت» الفرنسى و الذى كشف عن علاقات وثيقة بين نيتانياهو وثرى فرنسى يهودى يدعى ارنو ميمران
وتمثلت هذه العلاقة فى تمويل ميمران حملات نيتانياهو الانتخابية بمبلغ مليون يورو وأيضا تحمل نفقات إجازات أسرة نيتانياهو في جبال الألب والريفييرا الفرنسية وإعارته شقته الفاخرة بشارع فيكتور هوجو في الحي 16 ودعوته لنوادٍ راقية في العاصمة الفرنسية. وطبقا لما نشرته الصحيفة، فإن تحقيقا لرفيف دروكر بالقناة العاشرة فى التليفزيون الاسرائيلى اذيع من قبل كشف عن اسم ميمران، في دفتر يضم قائمة المتبرعين الاجانب لنيتانياهو والتي كان أعدها عام 2002 وقد أظهرت صورة تم التقاطها فى أغسطس عام 2003، على شواطئ مونت كارلو، علاقة بين بنيامين نيتانياهو و كان يشغل وقتها منصب وزير المالية في حكومة رئيس الوزراء الراحل أرئيل شارون وشارون هو الآخر كان متورطا مع نجليه عومرى وجلعاد فى قضايا فساد متشعبة ابرزها الحصول على رشاوى ، أيضا رئيس الوزراء الاسبق إيهود أولمرت حكم عليه بالسجن فى قضية رشوة وخيانة أمانة ويقضى حاليا فترة العقوبة فى سجن معسياهو بوسط إسرائيل . أيضا الرئيس الاسرائيلى الاسبق موشيه كتساف حكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات فى قضايا أخلاقية أمضى منها خمس سنوات وتم العفو عن باقى العقوبة منذ عدة اسابيع . وضمن من خضعوا للتحقيقات من جانب الشرطة فى قضايا فساد زعيم المعارضة الاسرائيلية والمعسكر الصهيونى يتسحاق هيرتزوج بتهمة الحصول على تبرعات بشكل غير قانونى وعدم إبلاغ الجهات المسئولة بحجم هذه التبرعات وتقديم معلومات كاذبة بهذا الشأن كل هذا أثناء المعركة الانتخابية لرئاسة حزب العمل عام 2013 والتى انتهت بفوز هيرتزوج على منافسته عضوة الكنيست وزعيمة حزب العمل السابقة شيلى يحيموفيتش وشمل التحقيق ايضا وزير الداخلية وزعيم حزب شاس الدينى آرييه درعى الذى امضى من قبل حوالى عامين فى السجن بتهمة الفساد والحصول على رشاوى ومنذ عدة سنوات حامت الشبهات حول تورطه مع آخرين فى قتل والدة زوجته استير فردربار فى مدينة نيويورك الامريكية بعد ان صدمتها سيارة مسرعة قبل أيام من سفرها إلى إسرائيل للإدلاء بشهادتها فى قضية اختلاسات متهم فيها درعى وبعد القبض على سائق السيارة المسرعة تبين انه إسرائيلى دفعه البعض لقتل السيدة عمداً حتى لا تتمكن من المثول أمام المحكمة لتكذب ادعاءات بأنها هى مصدر ثروته هو وزوجته .ودرعى هذا تولى منصب وزير الداخلية فى يناير الماضى عقب استقالة سيلفان شالوم المتهم بالتحرش . ودرعى ليس هو الوحيد من رجال الدين المتورطين فى قضايا فساد ففى العام الماضى بدأ الحاخام الاسرائيلى « ياشياهو بينتو» أو الحاخام المليونير كما يطلق عليه والذى يمتلك إمبراطورية اقتصادية ضخمة قضاء عقوبة السجن لمدة سنة وذلك بسبب دفعه الرشاوى وعرقلته لسير العدالة وهناك من يقول فى إسرائيل إن الحاخام ياشياهو ليس حاخاما فحسب فقد أظهرت تقارير عديدة خلال السنوات الأخيرة أن امبراطورية الحاخام هى عامل مؤثر فى منظومة الاقتصاد الاسرائيلى حيث تتم داخلها صفقات اقتصادية بقيمة مليارات الدولارات. وقدرت «مجلة فوربس» قيمة المؤسسات التابعة للحاخام بنحو 75 مليون شيكل، وجاء ترتيبه فى المركز السابع فى قائمة الحاخامات الأكثر ثراء فى إسرائيل وقد كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية استغلال عدد كبير من رجال الأعمال فى مجال العقارات والألماس والمنسوجات علاقاتهم بالحاخام ياشياهو من أجل أعمالهم التجارية وتحقيق الثروة. وقد تبين ان هذا الحاخام تربطه علاقات متشعبة بعدد كبير من رموز المجتمع الاسرائيلى .