أخبار عاجلة
الرئيسية / منوعات / الطريق إلى جهنم

الطريق إلى جهنم

المصائب تتعدد والجرائم غير المألوفة تتلون في زمن انفلتت فيه الأخلاق مع تعاقب الأيام ولكن تبقي مصيبة قتل من منحوك الحياة من أكبر المصائب وأعظم الكبائر التي تحمل بين جنباتها مواجع بلا حدود علي رحيل الوفاء والعطاء والانسانية ليقف الحليم حيرانا منذ أن اجتاحتنا ظاهرة قتل أقرب الناس الينا لنري أبناء جفت في قلوبهم الرحمة يحملون السهام لآبائهم الأبرار ويفترسونهم قتلا بدم بارد.

ففي واحدة من المآسي الانسانية المفزعة التي تنزف لها القلوب وتذهب العقول نجد قصة مؤلمة حل فيها الغدر وإزهاق الأرواح البريئة الي غير رجعة وتحول الحضن الدافئ الي مقبرة لدفن الرحم الموصول والحنان الذي لا ينضب ليتم تشييع الرحمة الي مثواها الأخير جريمة نكراء بطلتها ابنة بداخلها شيطان ثائر امتلكت قلبا من حديد وتجردت من المشاعر الآدمية فراحت ترسم لأمها العجوز التي تحمل بداخلها متاعب سنين طويلة طريق الآخرة وأقدمت بالاتفاق مع زوجها وصديقها علي رسم سيناريو الجريمة للتخلص من والدتها المسكينة بكل قسوة طمعا في مصوغاتها الذهبية وتناست أنها حملتها بين أحشائها تسعة أشهر وصنعت المعجزات من أجل راحتها في الصغر .

وفي ليلة حالكة السواد رسم فصولها شيطان الاثم والضلالة وبتخطيط متقن وخطة محكمة كانت الأم المسنة ترقد في مأمن خلال ساعات الليل الحانية وبعد أن تأكدوا من أنها تغط في ثبات عميق تسللت »ميادة« بصحبة زوجها عادل وصديقها رضا في الدقائق الأولي من فجر ذلك اليوم المشئوم الي منزل العائلة في عزبة الوكيل بكفر الدوار وتنابوا الاعتداء عليها وهوت الفتاة علي أمها ضربا باستخدام قطعة من الرخام وقبل أن تستغيث وتصرخ أسرع الزوج اليها ووضع كلتا يديه علي فم «حماته» وانهالت الآثمة عليها بالضربة تلو الأخري كانت تتلقاها المجني عليها بصمت دفين دون أن تقاوم لبضع دقائق وهي تصارع الموت ولم يرتجف قلب الابنة الضالة لصرخات أمها ولم ترحم بكائها ولم تشفع استغاثاتها ونظرات عينيها تذكرها أنها ذاقت الويلات من أجل تربيتها وأفنت عمرها بالشوارع والأسواق في بيع الخضار حتي يشتد عودها ودبرت الأموال لاتمام زواجها الا أن شيطانها أعرض عن كل هذه التوسلات واستمرت في ضربها بعنف أكبر حتي فاضت وجها الي بارئها واستولوا علي مصوغاتها الذهبية ومبلغ مالي وقاموا بتوثيق الجثة بحبل محكم ووضعوها في جوال وحملوها وقذفوا بها الي أعماق ترعة المحمودية بمنطقة المهاجرين تاركين مهمة اخفاء جريمتهم البشعة للأسماك والحيوانات والقوارض وعادوا لمسرح جريمتهم يمرحون وكأن شيئا لم يحدث!.

وعقب ذلك تم تشكيل فريق بحث قاده اللواء محمد خريصة مدير الادراة العامة لمباحث البحيرة الكشف غموض الحادث وتم ضبط المتهمين الثلاثه وامام العميد حازم حسن رئيس مباحث المديرية و المقدم محمود هندي رئيس مباحث كفرالدوار اعترفوا بالواقعة فاحالهم اللواء علاء الدين شوقي مدير أمن البحيرة الي النيابة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *