كثيرا ما نشاهد حالات انتحار مسئولين ولأن السينما مرآة للواقع فقد قدمت بشجاعة وجرأة تحسد عليها بعض النماذج السيئة لمسئولين وسياسيين استغلوا نفوذهم ومناصبهم للكسب السريع أو تولى مناصب قيادية ليسوا أهلاً لها.
< أول هذه الأفلام، فيلم « ميرامار» قصة نجيب محفوظ، سيناريو وحوار ممدوح الليثي، إخراج كمال الشيخ، بطولة شادية، يوسف وهبي،عماد حمدي، حيث شاهدنا نموذج سرحان البحيرى الذى جسده بإتقان شديد «يوسف شعبان»، هذا الشاب الذى ركب التنظيمات السياسية من دون قناعة حقيقية، فكان فى البداية وفديا، وبعد ثورة يوليو 1952 أصبح اشتراكيا، ونفذ إلى داخل التنظيم السياسي، وطول الوقت يدعى الإيمان بالثورة ومبادئها، وتمثيل الموظفين والعمال فى الشركة، وإحاطة نشاطه السياسى بهالة من الإحترام.
لكن مع الوقت تتكشف حقيقته، ونرى شخصا إنتهازيا، ووصوليا ومنافقا، يحاول جاهدا إستغلال كل نزلاء البنسيون الذى يقيم فيه، بتقديم مقترحات لإقامة مشاريع مشتركة للإستفادة منهم وإستغلالهم، وسرعان ما يتواطأ مع بعض الفاسدين لسرقة المال العام، وعندما تتكشف حقيقته وانحرافه ينتحر.
< وفى فيلم « العار» رائعة الكاتب الراحل محمود أبوزيد، وإخراج على عبدالخالق يظهر الفيلم الجوانب الخفية فى أعماق البشر، حيث نرى «شكري» رئيس النيابة المرتزق من الحرام، والذى جسده حسين فهمى بوعى وفهم، لا يمانع من مشاركة أشقائه فى ميراثه من صفقة تهريب مخدرات، وعندما تفشل الصفقة، ينتحر بإطلاق الرصاص على نفسه.
< وفيلم « زوجة رجل مهم» عام 1988 يقدم أحمد زكى واحدا من أهم أدواره من خلال شخصية ضابط البوليس هشام الذى يستميت فى إثبات أهميته فى السلطة، ويستمرئ تعذيب الآخرين وإذلالهم، وعندما يتجاوز الحدود تتم الإطاحة به، والإستغناء عن خدماته. وتتغير من حوله العلاقات والمصالح وكل مظاهر النفوذ والأهمية المؤقتة والزائفة، لكن طبيعة هشام المتعجرفة، والتى تستمد كل قوتها ومقوماتها من الوظيفة والسلطة، تنكسر ولكنها لا تقبل الواقع الجديد بسهولة، وإنما تستخرج كل ما فى داخلها من شراسة حتى فى معاندة الحقائق الجديدة، ولذلك فهو سرعان ما يتحول إلى وحش كاسر جريح ينكل بالجميع حتى زوجته، ويرفض أن تتخلى عنه وتفر ناجية بما تبقى من شبابها، وعندما تستنجد بأبيها ليأخذها يقتله ببساطة وينتحر.