ذهب تقرير أعده صحفيون في شبكة “بي بي سي” البريطانية، إلى تزايد حالات الإلحاد في تركيا خلال السنوات الأخيرة الماضية، قائلة إن الأمر في هذه الظاهرة يعود لأمور عدة، فهل تكون لسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يد في ذلك؟
وقابل صحفيو “بي بي سي”، عددا من الذين ألحدوا بعد أن فقدوا الأمل في أنفسهم، ووجدوا أنهم بلا هدف بعد أن تملكهم الاكتئاب، وأرجع البعض منهم إلحاده إلى التدين الشديد المتطرف في بداية حياته، ما أبعدهم عن حقيقة الإسلام السمح وأوجد لديهم حالة من الانفصام بين إسلام القيم والروحانيات وبين ما يطبقونه في الواقع.
وقالت “بي بي سي” إنه في السنوات الـ 16 الماضية، ومنذ تولي حزب العدالة والتنمية الحكم في البلاد، ازداد عدد المدارس الدينية عشرات الأضعاف، وهذا جيد إذا كانت هذه المدارس تربى على القيم الحقة للإسلام، لكن يظهر أنها تعلم وفق توجهات حكومة أردوغان، الذي قال في مناسبات سابقة عن تأهيل جيل ورع وتقي، في ظل ما قاله أحدهم إنه كان ويدعى بكير (وهو اسم مستعار حتى لا يتضرر الأشخاص الحقيقيون): “حتى وقت قريب، كنت من المتعاطفين مع الجماعات المتطرفة مثل داعش أو تنظيم القاعدة، أما اليوم، فأنا ملحد”، في إشارة إلى حالة الانفصام التي يعيشها هؤلاء الذين اقتنعوا برؤية بعيدة كل البعد عن الإسلام ورؤيتهم لدعم أردوغان لجماعات متطرفة، وهو ما أدى بهم في النهاية إلى الإلحاد تحت تأثير الصدمة النفسية”.
وأمام ذلك يذهب متابعون إلى القول إن هذه الحالات تحتاج دعمًا نفسيًا، وإظهار صورة الدين الحقيقي لهؤلاء غير تلك التي امتلأت بها أدمغتهم.
وقال شاب آخر: “في البداية، أردت أن أجد القليل من المنطق في تصرفات وأقوال ما حولي لكنني لم أتمكن من ذلك، بعدما اعتدت أن أدعم الحكومة، لكن الضغط يولد الانفجار، أرادوا قمعنا فبدأنا بالرد”.
وأشارت “بي بي سي” إلى ما قاله أحد أساتذة الجامعة، بأن عددا من الطالبات اللاتي كن يرتدين الحجاب، أتوا إليه معلنات إلحادهن في العام الماضي وقبل ذلك.
وقال مدير الأوقاف التركي علي عرباس: “لن يتبع أحد من أفراد أمتنا هذا الهراء المنحرف ورفض وجود توجه مثل هذا في مجتمعهم المحافظ”.