أخبار عاجلة
الرئيسية / عالمي / إنتهاء مهلة الدبلوماسيين الأمريكيين لمغادرة موسكو الجمعة

إنتهاء مهلة الدبلوماسيين الأمريكيين لمغادرة موسكو الجمعة

فى إجراء يرمز إلى تدهور العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية إتخذت موسكو قرارا بمغادرة حوالى ثلثى أعضاء الممثليات الدبلوماسية الأمريكية فى روسيا البلاد بحلول الجمعة الأول من سبتمبر مما قد يبدد الآمال التى أثارها وصول ترامب إلى البيت الأبيض والتقارب بين البلدين .

وردًا على عقوبات جديدة أقرتها واشنطن، قرر فلاديمير بوتين اواخر يوليو هذا الخفض الكبير ل 755 ديبلوماسيًا وموظفًا، من الروس او الأميريكيين، فى السفارة والقنصليات الاميريكية.

وحدد الرئيس الروسى سقف الحضور الديبلوماسى الاميركى ب 455 شخصا، اى المستوى نفسه لمستوى الحضور الديبلوماسى الروسى فى الولايات المتحدة.

واعرب بوتين عن اسفه بالقول “انتظرنا فترة طويلة، آملين فى ان يتغير الوضع ربما نحو الافضل”. واضاف “لكن يبدو ان ذلك ليس قريبا، حتى لو تغير الوضع.

وفى بداية آب/اغسطس، تخلت الولايات المتحدة عن مبنيين دبلوماسيين اوقف الكرملين الاستفادة منهما فى ضاحية العاصمة الروسية.

وتشكل هذه التدابير غير المسبوقة، ردًا انتقاميا على وضع اليد على مبنيين لوزارة الخارجية الروسية فى الولايات المتحدة.

وهى ايضا تدبير انتقامى بعد العقوبات الاقتصادية الجديدة التى أقرها الكونغرس الاميركى ضد موسكو، المتهمة بالتدخل فى الانتخابات الرئاسية الأميركية فى 2016.

وكان دونالد ترامب، المحرج، وقع على مضض قرار الكونغرس، “الناقص جدا” كما قال، والذى نددت به موسكو وانتقده الاتحاد الاوروبى ايضا. وأعرب عن أسفه بالقول ان “علاقاتنا مع روسيا هى فى ادنى مستوياتها التاريخية وبالغة الخطورة“.وكان رئيس الوزراء الروسى ديمترى مدفيديف انتقد قرار الكونغرس، واصفا إياه بأنه “اعلان حرب اقتصادية شاملة” ويشكل “نهاية للامال الروسية فى تحسين العلاقات“.

لذلك يبدو ان الزمن الذى كان فيه دونالد ترامب وفلاديمير بوتين يزيدان من تبادل المجاملات ويعربان عن الأمل فى إعادة الثقة بين القوتين العظميين المتنافستين، قد ولى بعد عشرة اشهر على انتخاب الملياردير الاميريكي.

وقال المحلل السياسى اندريه كولسنيكوف من “مركز كارنيغى” “كان يمكن ان تحصل علاقة ممتازة بين ترامب وبوتين. وبقيت الآمال قائمة حتى إقرار العقوبات الاخيرة، لكن الروس توصلوا الى خلاصة مفادها ان ترامب شخص غير موثوق به”.

واضاف كولسنيكوف “لم يكن ترامب ولا بوتين يعرفان كيف يبنيان هذه العلاقات. لم تتوافر لا استراتيجية ولا موضوع حقيقى للنقاش باستثناء الجوانب التقنية للوضع فى سوريا“.

فإذا كان ترامب قد أوقف الدعم الأميركى للمتمردين السوريين، لإرضاء الكرملين، فانه قد غير رأيه تغييرا كبيرا حول المصادر الأخرى للاحتكاكات، فاعتمد سياسة التعنت فى شأن اوكرانيا وضم موسكو للقرم او تعزيز حلف شمال الأطلسى فى اوروبا الشرقية.

لذلك تعهد وزير الدفاع الأميركى جيم ماتيس فى الفترة الاخيرة، الاستمرار فى مساعدة الجيش الأوكرانى فى معركته ضد المتمردين الموالين لروسيا.

وحتى عندما كشف دونالد ترامب عن رغبته فى “المضى قدما” و”العمل بطريقة بناءة” مع روسيا، وخصوصا على صعيد التصدى للإرهاب، ابدى فريقه شكوكا وتحفظا عن اى تقارب مع موسكو.

والعلاقات بين موسكو وواشنطن ليست اليوم افضل مما كانت خلال ولاية باراك اوباما الذى أبعد 35 دبلوماسيا روسيا مع عائلاتهم اواخر 2016، من دون ان يحمل الكرملين آنذاك على الرد.

وكان قرار واشنطن التعليق المؤقت لمنح التأشيرات الى الولايات المتحدة فى روسيا، من جراء تقليص عدد موظفيها الدبلوماسيين، آخر مؤشرات تدهور العلاقات بين البلدين.

ولاحظ كولسنيكوف ان “حرب العقوبات والعقوبات المضادة اتخذت منحى جديدا”، مشيرا الى انها باتت “الأداة الوحيدة للإعراب عن الاستياء“.

ومع علمها بالحالة الراهنة للعلاقات، عينت موسكو سفيرا جديدا فى واشنطن هو اناتولى انطونوف المعروف بتأييده الخط المتشدد والذى يبدى ارتيابا كبيرا حيال محاوريه الاميركيين.

وقال كولسنيكوف “لن يبدى احد اهتماما بترامب فى موسكو بعد اليوم. ولم يبق إلا المعركة بين السلطات الروسية والمؤسسة الاميركية”. واضاف ان “الوضع بلغ مأزقا شاملا“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *