أخبار عاجلة
الرئيسية / عربي / إخوان السودان وحلم العودة على أشلاء الأبرياء

إخوان السودان وحلم العودة على أشلاء الأبرياء

أجمع سياسيون وناشطون في السودان، على أن أسلوب العنف والانقلابات لا يزال هو الوسيلة الوحيدة، التي تم تجربتها لوصول تنظيم الإخوان إلى السلطة في البلاد، التي تعيش على وقع تغيير سياسي.

ويرى متابعون وأكاديميون أن الممارسات الدموية، التي ارتكبها الإخوان، عقب اندلاع ثورة 19 ديسمبر، والتي راح ضحيتها المئات من الشباب والأطفال، إضافة إلى المحاولات الانقلابية الخمس، التي شاركوا فيها منذ ذلك التاريخ، تأكيد ودليل واضح على نهجهم الدموي.

وفي إشارة إلى المحاولة الانقلابية الأخيرة، التي كُشف عنها، نهاية الأسبوع الماضي، قال أكاديميون إن إخوان السودان وهم أحد آخر الملاذات الآمنة للتنظيم الدولي، الذي تحتضنه قطر، سيحاولون بناء وهم العودة على أشلاء الشباب وسيستخدمون كافة الأساليب غير الأخلاقية لوأد ثورة الشعب السوداني.

ووفقا للمتحدثين، فإن الإخوان يستندون إلى أدوات عديدة لإنجاح ثورتهم المضادة، فهم يحتفظون بثروات منهوبة تقدر بأكثر من 100 مليار دولار في مصارف واستثمارات عالمية، كما يمتلكون آلة إعلامية ضخمة بنوها من عرق الشعب السوداني، إضافة إلى علاقات لا تزال قائمة في الخفاء مع النظام الإيراني، الذي ظل يقدم الدعم العلني لإخوان السودان منذ انقلابهم على السلطة في 1989 بقيادة عرابهم حسن الترابي.

ويرى الباحثون أن التصدي لمخططات إجهاض الثورة السودانية قد لا يكون مضمونا فيحثون على التفاؤل الحذر، لكن آخرين يوقعون أن يكون الأمر ممكنا عبر تكاتف مكونات الشارع، التي تسعى لبناء سودان جديد ومعافى.

وقال آخرون إن تباطؤ المجلس العسكري في اعتقال العناصر الفاسدة، وتلك التي تقود تنظيمات المؤتمر الوطني واتحاداته ومليشياته الشعبية والأمنية والطلابية، يشكل خطرا على الثورة ظهرت بعض ملامحه من خلال المحاولة الانقلابية الأخيرة والتي شارك فيها عسكريون ومدنيون من قادة نظام عمر البشير.

ارتباط تاريخي

ويؤكد رئيس المجلس المركزي لحزب المؤتمر السوداني، عبد القيوم عبد السيد، أن العنف التاريخي للإخوان يتجسد حاليا في محاولاتهم المتكررة لمحاربة الثورة السودانية ووأدها، سعيا للعودة للحكم بشكل أو بآخر.

ويقول عبد القيوم إن العديد من مكونات ما يعرف بـ”الحركة الإسلامية” ظلت طوال تاريخها السياسية تستخدم العنف اللفظي والجسدي لتحقيق غاياتها.

ويشير عبد القيوم إلى أن الفترة الأخير شهدت محاولات عديدة ومتكررة لعودة النظام البائد إلى المشهد مرة أخرى، لكن في الجانب الآخر فقد أصبح الشعب السوداني أكثر وعيا وإدراكا بأساليب جماعات الإسلام السياسي.

وفي هذا الإطار، يقول عبد القيوم إن الإخوان، الذين يتبنون نهجا متطرفا، لم يجدوا قبولا كبيرا لدى معظم شرائح الشعب السوداني الذي يميل بطبعه إلى منهج الوسطية والاعتدال في التدين.

ويقول عبد القيوم إن الانقلاب الذي قادته “الجبهة الإسلامية” في العام 1989، وأطاح بالحكم المدني القائم آنذاك، يجسد مدى عدم قدرة جماعات الإسلام السياسي على حشد التأييد الشعبي وانتهاج الوسائل الديمقراطية كسبيل للوصول إلى السلطة. ويشير في هذا الصدد إلى أنه ورغم الأساليب التي استخدموها خلال انتخابات 1986، لم يستطيعوا إلا تحقيق نجاح طفيف.

وبالرغم من استيلائهم على السلطة بالقوة ومحاولة فرض أجندتهم، لم يستطع الإخوان طوال الأعوام الثلاثين الماضية، بناء قاعدة شعبية عريضة واعتمدوا على تقريب جماعات المصالح، وهو الأمر الذي أدى إلى تدمير معظم مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

واتضح حجم الإخوان الحقيقي بعد نجاح الثورة، حيث حاولت مجموعة صغيرة فقط أن تدافع عن وجود التنظيم، بينما توارت عن الأنظار معظم المجموعات، التي كانت تدفعها المصالح الذاتية لمساندة الإخوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *