باريس، 22 فبراير – في مؤتمر النساء الذي عُقد في باريس بمناسبة يوم المرأة العالمي، ألقت رئيسة وزراء فنلندا السابقة آنِلي ياتّينماكي خطابًا مؤثرًا أشادت فيه بشجاعة النساء الإيرانيات اللواتي يواصلن نضالهنّ ضد الظلم والاستبداد، مؤكدةً أن معركتهنّ ليست فقط من أجل حقوق المرأة، بل من أجل حرية الشعب الإيراني بأسره.
وقالت ياتّينماكي: “نجتمع اليوم لنكرّم النساء الشجاعات في إيران. لقد ناضلن بشجاعة وقوة من أجل الحرية، رغم القمع الوحشي الذي يتعرضن له منذ أكثر من أربعة عقود. لكنهنّ لم يخترن الصمت، بل تصدّرن النضال من أجل التغيير.”
وأوضحت أن المرأة الإيرانية تواجه تمييزًا ممنهجًا في جميع جوانب الحياة، من التعليم إلى الوظائف، ومن الحقوق القانونية إلى المشاركة السياسية. ولفتت إلى أن النساء محرومات من تولي المناصب القيادية، وشهادتهنّ في المحاكم تُعتبر أقل قيمة من شهادة الرجل، كما أن حقوقهنّ في الميراث والطلاق وحضانة الأطفال تخضع لقيود جائرة.
وأضافت: “المأساة الكبرى أن بعض النساء اللاتي دافعن عن أنفسهنّ ضد العنف المنزلي انتهى بهنّ الأمر إلى الإعدام. في عام 2024 وحده، تم إعدام ما لا يقل عن 34 امرأة. أي نوع من العدالة هذا؟”
المرأة الإيرانية في طليعة النضال
ورغم هذا القمع، أكدت ياتّينماكي أن المرأة الإيرانية لم تستسلم، بل أثبتت أنها قوة لا يُستهان بها في مواجهة الاستبداد. وأشارت إلى أن الاحتجاجات التي اندلعت عام 2022 وما بعدها أظهرت شجاعة النساء، حيث تقدمن الصفوف الأمامية، وقُدن المظاهرات، وخاطرن بحياتهنّ من أجل تحدي النظام القائم.
وقالت: “تخيّلوا لو كنا مكانهنّ؟ لو كنتُ أنا، أو كنتَ أنت، أو كنتِ أنتِ في هذا الموقف؟ إنه أمر لا يُطاق. ولكن المرأة الإيرانية وجدت أن طريقها الوحيد إلى الأمام هو المقاومة.”
وأضافت أن شعار “المرأة، المقاومة، الحرية، المساواة” لم يكن مجرد كلمات، بل هو تجسيد لإرادة النساء الإيرانيات القوية في تحقيق التغيير الجذري في مجتمعهنّ.
المقاومة الإيرانية تقدم رؤية لمستقبل أكثر عدالة
وأثنت ياتّينماكي على الدور القيادي للمرأة داخل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة مريم رجوي، مؤكدةً أنه يمثل معارضة ديمقراطية حقيقية تسعى إلى إقامة إيران حرة قائمة على المساواة بين الجنسين، ليس فقط في القوانين، بل في الممارسة الفعلية أيضًا.
واختتمت كلمتها بالقول: “النساء الإيرانيات اليوم لا يناضلن فقط من أجلهنّ، بل من أجل الأجيال القادمة. إن إصرارهنّ يمنحهنّ الأمل، ويمنحنا الأمل أيضًا. إنه واجبنا ومسؤوليتنا أن نقف إلى جانبهنّ، وأن ندعم نضالهنّ حتى تتحقق العدالة، وحتى يصبح الشعب الإيراني حرًا.”
*آنِلي ياتّينماكي: أول امرأة تتولى رئاسة وزراء فنلندا ومدافعة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان
آنِلي ياتّينماكي هي سياسية فنلندية بارزة دخلت التاريخ عام 2003 عندما أصبحت أول امرأة تتولى منصب رئيسة وزراء فنلندا. كما كانت عضوًا في البرلمان الأوروبي، حيث كرّست جهودها للدفاع عن حقوق الإنسان، الديمقراطية، والسياسة الخارجية العادلة.
في خطابها الاخير, أكدت ياتّينماكي دعمها لنضال النساء الإيرانيات ضد القمع، مشددةً على أهمية الحرية، المساواة، والديمقراطية كقيم أساسية يجب أن تتحقق في كل مجتمع.
